للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلا ظل إلا في فسيح رحابها ... ) وإن قلص الظل الذي في جنابها (

) فأين من الرمضاء في غيرها ظل (

أيعرف خفض العيش إلا بخفضها ... وفيض النمير العذب إلا بفيضها

لئن أجدبت يوماً فهل مثل روضها ... ) وإن نضب الماء النمير بأرضها (

) فأي شراب في سواها لنا يحلو (

رعى الله ماضي عهدي المتقادم ... ببغداد في رغد من العيش ناعم

وفي الكرخ جاد الكرخ صوب الغمائم ... ) ديار بها نيطت على تمائمي (

) قديماً ولي فيها نما الفرع والأصل (

يكلفني عنها النوى فوق طاقتي ... فسكري بتذكاري لها وإفاقتي

منازل أحبابي ومنشأ علاقتي ... ) بها سكني في ربعها الخصب ناقتي (

) بها جملي يرغو بها قيمتي تغلو (

تذكرت أحباباً لأيام جمعها ... ولم يصدح البين المشت بصدعها

فآهاً على وصلي لها بعد قطعها ... ) ألا ليت شعري هل أراني بربعها (

) مقيماً وبالأحباب يجتمع الشمل (

عفا ربعها من رسمه وطلوله ... وأضحى هشيماً روضها بمحو له

فيأهل يرويها الحيا بهموله ... ) وهل روضها يخضر بعد ذبوله (

) ويهمي على أوراقه الويل والطل (

لقد شاقني منها كرام أماجد ... مشاهدهم للعالمين مقاصد

فهل أنا في تلك المقاعد قاعد ... ) وهل أنا في يوم العروبة قاصد (

) لحضرة باز شأنه الفصل والوصل (

وهل أنا يوماً ظافر بمقاصدي ... فمكرم أحبابي ومكبت حاسدي

وأجري مع الأخوان مجرى عوائدي ... ) وهل كل يوم ماسك كف والدي (

) أبو المصطفى ذو همة أبداً تعلو (

وهل علماء طبق الأرض علمهم ... وحير أفهام البرية فهمهم

تقر بهم عيني وينجاب غمهم ... ) وهل أدباء الجانبين يضمهم (

) وإياي طاق نقله الأدب الجزل (

فأغدو ولا كان التفرق لاقياً ... وجوهاً عليها قد بللت المآقيا

بطاق رقي فيمن حواه المراقيا ... ) وذلك طاق الشهم لا زال باقيا (

) له العقد في أرجائه وله الحبل (

وهل تريني مصبحاً كل منجب ... وخواض أغمار الخطوب مجرب

وكل فتى عذب الكلام مهدب ... ) وهل تريني ذاهباً بعد مغرب (

) لتكية شيخ العصر من جوره عدل (

بناها لا شياخ قرارة عزهم ... وصدرهم فيها ولاذ بحرزهم

وإن كان لم يفهم إشارة رمزهم ... ) ففيها صدور لازموه لعجزهم (

) وما ظعنوا بالسير عنه وقد كلوا (

بلونا سواها بعد إصرام حبلها ... فكان من البلوى تعذر مثلها

ديار عرفنا بعدها كنه فضلها ... ) سلام على تلك الديار وأهلها (

) فهم في فؤادي دائماً أينما حلوا (

يروق لعيني أن تكون جلاءها ... وتشتاق نفسي أرضها وسماءها

ومن أين أسلو ماءها وهواءها ... ) فوالله لا أسلو هواها وماءها (

) إذا كان قلبي عندها فمتى أسلو (

أحبتنا مني السلام عليكم ... إذا نشرت صحف الغرام لديكم

أحبتنا والدهر نسيء عنكم ... ) أحبتنا هل من وصول إليكم (

) فقد تعبت بيني وبينكم الرسل (

تنائيت عنكم والهوى فيكم معي ... كأن لم أكن منكم بمرأىً ومسمع

وقد طال بعدي عن دياري وأربعي ... ) الأهمة تزجي ووصل مرجعي (

) لديكم إذا شئتم بها اتصل الحبل (

أحبتنا أصبو إلى حسن قولكم ... وإن ذقت فيه المر من حلو عذلكم

أحن لمغناكم وسامي محلكم ... ) وأني بناديكم على سوء فعلكم (

) أرى أبداً عندي مرارته تحلو (

سألت إلهاً لم أخب بسؤاله ... بلوغ المنى من فضله ونواله

وأدعو دعاء العبد عند ابتهاله ... ) وأسأل ربي بالنبي وآله (

) يسهل عودي نحوكم وله الفضل (

<<  <   >  >>