للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

) وكتب إلي أيضاً الشهم الأوحدي. حضرة مولانا عبد الغني أفندي (. كتاباً يطلب به أن أستفتي شيخ الإسلام. عن مسألة وقعت في مدينة السلام. ويستفسر به عن حالي. وما جنيته أو جناه على حلي وارتحالي. وأشار لي فيه إلى أن شيع الأكراد. يشيعون في أخباراً ترن منها حصاة الفؤاد. وهي أخبار توحيها إليهم مردة الشيخ عبد الفتاح. فترمى بها من غير خبرة عن قسي التزوير إلى الزوراء وسائر البطاح. ومعه قصيدة يشكو بها حاله. ويصف عافاه الله تعالى بلباله. وأرسلها مع تخاميس لها جاد بها السيد عبد الغفار. الذي أخرس ببلاغته شعراء جميع الأمصار. والمكتوب لا أدري أين ذهب. وأما القصيدة بتخميسها فهي هذه وحري أن تكتب بماء الذهب:

أقلب طرفي لا أرى غير منظر ... متى تختبره كان الأم مخبر

فلم أدر والأيام ذات تغير ... ) أيذهب عمري هكذا بين معشر (

) مجالسهم عاف الكريم حلولها (

أسفت على من ليس يرجى لعودة ... وكان يرى عوناً على كل شدة

قضى الله أن يقضي بأقرب مدة ... ) وأبقى وحيداً لا أرى ذا مودة (

) من الناس لا حاش الزمان ملولها (

إذا الحر في بغداد أصبح مبتلى ... وعاش عزيز القوم فيها مذللاً

فلا عجب أن رمت عنها تحولاً ... ) وكيف أرى بغداد للحر منزلاً (

) إذا كان مفرى الأديم نزيلها (

لقد كنت لم أحفل بأيام عرسها ... ولم يتبدل شهمها بأخسها

فكيف بها إن سادها غير جنسها ... ) ويسطو على آسادها ابن عرسها (

) ويرقى على هام السماك ضئيلها (

عجبت لندب ثابت الجأش مفضل ... يرى بدلاً من أرضه بمبدل

ولم يك عن دار الهوان بمعزل ... ) فما منزل فيه الهوان بمنزل (

) وفي الأرض للندب الحليم بديلها (

سأركبها يا سعد كل معدة ... أجوب عليها شدة بعد شدة

وإن مت ألف البيد موتة واحدة ... ) فللموت خير أن أقيم ببلدة (

) يفوق بها الصيد الكرام ذليلها (

فكم هابط بالخزي بالمال شاخص ... لقيت وبلقاني بطلعة قارص

فلاقيت صعب الملتقى غير ناكص ... ) وأصعب ما ألقى رياسة ناقص

) مساوية إن عدت كثير قليلها (

أنبه طرف الحظ والحظ راقد ... وأنهض للعلياء والجد قاعد

وأني أسود اليوم والدهر فاسد ... ) وما ساد في أرض العراقين ماجد (

) من الناس إلا فدمها ورذيلها (

وكم مهمة قفر طويت مشافها ... بها كل هول لم يزل متشابهاً

وواجهني من لم يكن لي مواجهاً ... ) عفى الله عني كم أجوب مهامها (

) من الأرض يستف التراب ذليلها (

طويت فيافيها ذهاباً وجيئة ... أكان ابتلاء طيها أم بلية

كمن يبتغيها منية أو منية ... ) لعلي ألاقي عصبة عبشمية (

) فروع مناجيب كرام أصولها (

إذا نطقوا بالقول فالقول مغلق ... وإن حاولوا مجداً فعزم محلق

لهم أرج لم يكتتم وهو معبق ... ) يئم بهم رفيع ومنطق (

) وينبي عن الخيل العتاق صهيلها (

لقد طال ما قد بت أطوي وانطوى ... على مضض أمست على الضيم تحتوي

فيا سعد قل لي إن أصخت فارعوي ... ) متى يلئم اللبان رمحي وترتوي (

) سيوف بأعناق اللئام صليلها (

أحن إلى يوم عبوس عصبصب ... يبل غليلي منجب وابن منجب

فيا ليت شعري هل أراني بموكب ... ) وحولي رجال من معد ويعرب (

) مصاليت للحرب العوان قبولها (

شفا النفس مني يا أميمة حشرجت ... أو الساعة الخشنا إلى الأمر أحوجت

فهم مثل آساد الشرى حين هيجت ... ) إذا أوقدوا للحرب ناراً تأججت (

) مجامرها والبيض تدمي نصولها (

كهول وشبان كماة بأيهم ... ظفرنا وجدنا كهلهم كفتيهم

حماة بماضيهم وفي سمهريهم ... ) وبالسمر تحمي البيض شبان حيهم (

) وبالبيض تحمي السمر قسراً كهولهم (

من القوم ما زالت تطبق سحبهم ... وفي عدم الجدوى تفارط صوبهم

كرام بيوم الجدب يعرف خصبهم ... ) يهشون للعافي إذا ضاق رحبهم (

) وجوه كأسياف يضيء صقيلها (

نماهم أب عالي الجناب سميدع ... وعن أصل زاكي البصرين فزعوا

فإن يدعوا العلياء كانوا كما ادعوا ... ) إلى خندف ينمي علاهم إذا دعوا (

<<  <   >  >>