فمن مبلغ عني كلاماً ملخصاً ... أهان به عرض اللئام وأرخصا
لئاماً يعيش الحر فيهم منغصاً ... ) وكم كلمات فيهم تصدع الحصى (
) إذا حكم العضب اليماني أقولها (
يرى المجد مجداً من أغار وأنجدا ... ولم يبق في جوب الفدافد فدفدا
إلي شكته البيد راح أو اغتدا ... ) ومن رام مجداً دونه جرع الردا (
) شكته الفيافي وعرها وسهولها (
رجال المعالي بالعوالي منالها ... مناها إذا ما حان يوماً نزالها
هي المجد أو ما يعجب المجد حالها ... ) وما المجد إلا دولة ورجالها (
) أسود الوغى والسمهرية غيلها (
لقد نالها دنياً دنى تجبرا ... فتاه على أشرافها وتكبرا
وكان أذل العالمين وأحقرا ... ) لما الله دنياً بالها أحقر الورى (
) وتاه على القوم الكرام سفيلها (
إذا لم يكن ظل خلي من الأذى ... تلذذت في لفح الهجير تلذذا
وبدلت هذا بعد أن عفته بذا ... ) رعى الله نفسي لم ترد مورد القذى (
) وتصدى وفي ظل الهجير ظليلها (
لعل خطوباً قد أساءت تسرني ... عواقبها حتى أراها بأعيني
وأني على وهني لما قد أمضني ... ) سأحمل أعباء الخطوب وأنني (
) لأنتظر العقبى وربي كفيلها (
وفي جانب من الكتاب. أبيات من مبتكرات فخر بني الآداب. الفاضل السري. عبد الباقي أفندي العمري. من ذلك قوله. وقد عز مثله:
قلم القضا بمداد محبرة الدجا ... كم خط من أمر بصحف نهار
وجرى فأجرى ما تعذر حكمه ... في أمر باريه من الأقدار
فكتبت لحضرته الجواب. مع أني إذ ذاك في غاية الاكتئاب) ونصه (: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل شهاب العلم ساطعاً في كل مدار. وصير بالثناء عليه سبحانه محمود الحال في كل برجٍ جله ودار. والصلوة والسلام على حبيبه الذي عمت أنوار هجرته ما بين الخافقين. وتوفرت سهام عطيته ذا سفر من كنانة إقامته إلى سفر قاب قوسين. وعلى آله وأصحابه الذين هجروا الأوطان لوصال الأوطار. وطار صيت فضلهم حتى خفقت لطيب نسائم أجنحته الخفاقة رؤوس سكنة الأقطار.) وبعد (فقد أخرجتني من مشيمة الغم. قوابل سطور كتاب حضرة مولى لطفه فوق ما يتصوره الحال والعم.
لا يدرك الواصف المطري خصائصه ... وإن يك سابقاً في كل ما وصفا
الصارم الهندي. عبد الغني أفندي. أدامه الله تعالى للعراق عيناً. وأزال سبحانه بنسائم همته عن قلوب أحبته غيناً. وقد ذكر لي في خلاله المصون عن الخلل. والمبرأ عن وصمة الخطأ والخطل. طلب فتوى من حضرة مولاي شيخ الإسلام. في مسألة وقعت في مدينة السلام. فيا مولاي وحق من أفتانا في الكلالة. ووقانا عن مهاوي الضلالة. أني يوم تشرفت بكتابكم ذهبت إلى دار الفتوى من غير كلال. وعرضت المادة بطولها لدى محل العرض من غير إخلال. فاستقر الكلام بعد أن صار على أن أرعوي الوقف بالخصوص في مثل ذلك تسمع. وأن سكوت الجدة بل قولها لا حق لي في ذلك العقار لا يضر في دعوى ابن بنتها المشركة في الوقف ولا ينفع. وذلك مثل قول أحد الأبناء الموقوف عليهم لا حق لي في الوقف. فإنه لا يمنع صحة دعوى الآخرين فيه وكذا لو بلغ عدد القائل إلى الألف. ولا فرق في ذلك بين آخر الطبقات وأولها. لاشتراك العلة الصحيحة بين الطبقات كلها. فلم يسعني إلا السكوت والتسليم. لا سيما ودفع هذا المدعي ممكن بغير ما ذكر مما لا يخفى على فكركم السليم. فالمرجو من حضرتكم العذر في عدم إرسال الفتوى. فإني ما قصرت في سلوك طرق تحصيلها وعالم السر والنجوى. وكيف يتصور مني مع فضلك الطويل العريض تقصير. وما كلفتني سوى أمر هو على كل ذي لسان وأياديك الثقال يسير.
وأهون ما يعطي الصديق صديقه ... من الهين الموجود أن يتكلما