للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

) وكتبت له (في جواب الكتاب الذي حواها. وأصبح من بين الكتب مغناها. ما أظن أنه لم يصل إلى حضرته. ولم يتشرف بنظرته. وهو:

شكراً فكم من فقرةٍ لك كالغنى ... وأني الكريم بعيد فقر مدقع

وإذا تفتق نور شعرك ناضراً ... فالحسن بين مرصع ومصرع

أرجلت فرسان الكلام ورضت أفر ... اس البديع وأنت أمجد مبدع

ونقشت في فص الزمان بدائعاً ... تزري بآثار الربيع الممرع

أيها المولى الأكرم. والمولي جلائل النعم. وصل إلي كتابك الذي وصلت جناحه بفنون صلاتك وتفقدك. وضرور برك الوفير وتعهدك. فارتحت لكل ما أوليت. وابتهجت بجميع ما أهديت. وأضفت إحسانك اللاحق. إلى إحسانك السابق. وأياديك الآن. إلى أياديك التي أثقلت بها عاتقي في سالف الزمان. وأنها لأيادٍ وكلت بها ذكري. ووقفت عليها شكري. وتأملت النظم فملكني العجب به. وبهرني التعجب منه. وقد رمت أن أجري. ممتطياً جواد فكري. على العادة في تشبيهه بمستحسن من زهرٍ جني. وحلل وحلي. وشذور الفرائد في نحور الخرائد. ونجوم الجوزاء. في وسط السماء. وحديقة تفتحت أوراق وردها. وغانية توددت أسرار خدرها. والسحر الحلال. والماء الزلال. والشباب الناظر. والنعيم الحاضر. فلم أره لشيء عدلاً. ولم أرض بما أعددته له مثلاً. غير أنك كسوت به عاطلاً. وشهرت به خاملاً. وجعلته أعذب من الرضاب. بما ضمنته وحاشاك من الكذاب. فإني عما قلت بمعزل. وبعيد عنه بألف ألف منزل. بلى جميع ما قلته حقيقة في مثلك. فلا يصدق إلا إذا كنت مرآةً لفضلك. وعلى العلات أسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله. ولا يخليك من إحسانه وطوله.

وأرسل لي حبيبي البدر العلوي. الملا حبيب ابن قاسم أغا الكروي. بيتين يمدحنى بهما) وهما قوله (:

إن كان محمود جار الله قد جمعت ... له المعاني بتفسير وتبيان

فإن محمودنا الحبر الشهاب له ... روح المعاني وكان الفخر الثاني

فلم يتيسر لي الجواب. لما بي من الاكتئاب.) وجاءني (ممن كلامه جلاء همي وغمي. الموصلي العمري محمد أفندي فهمي. ضمن رسالة) ما نصه (: هذا التخميس النفيس. المزري بأجنحة الطواويس. قد سمط به هذه الأبيات الأربع. المنيفة المطلع. اللطيفة المقطع. جناب عندليب روح الأدب المحض. وشحرور روضة الفيض. مولاي العم المحترم. وذلك في غرة هذا الشهر المحرم. فطار صيته بقوادم مبانيه. وخوافي معانيه. بعد أن وكر في أوكار الأفكار. وشاع حسن توشيعه بين شيعة هذه الأقطار. وسجعت بمشجيات أسجاعه بلابل السنة سحرة بابل. وتناحلت به في مجالس العزاء وأندية الرثاء عنادل. وملأت بصفيرها أقفاص المحافل. وهتفت به هتوف الضحى والعشي. بأكناف الطفوف وأطراف الغرى. فأشجى الخافقين ترديدها. واستخف الثقلين تغريدها. وأبكى الفريقين تعديدها. وصدح به كل ببغاء. يوم عاشوراء. في عرصة كربلاء وساحة الزوراء. بمقام لو سمعه ديك الجن لباض. أو وعاه الوطواط لحاض. وهاهو قد حررته. ولحضرتكم عرضته:

هل المحرم فاستهل بعبرة ... طرفي على فقدان أشرف عترة

فتنغصت مني لواعج حسرة ... ) وتنبهت ذات الجناح بسحرة (

) في الواديين فنبهت أشواقي (

وغدت تردد بالغناء على فنن ... وأخذت أنشدها رثاء ذوي المحن

فبكت معي فقد الحسين أخي الحسن ... ) ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن (

) يعقوب والألحان عن إسحق (

هي لم تكن ببني النبي مصابة ... مثلي لتندب بالطفوف عصابة

إني اتخذت رثا الحسين مثابة ... ) إني تباريني جوى وصبابة (

) وكآبة وأسىً وفيض مآقي (

وعلى شهيد الطف حشو ضما يرى ... كمد أحاط بباطني وبظاهري

لو تدرك الورقاء كنه سرائري ... ) وأنا الذي أملي الهوى من خاطري (

) وهي التي تملي من الأوراق (

فأعجبني جداً من نثرة فقرتا ديك الجن والوطواط. ولعمري لو رآهما عنترة الفصاحة والبلاغة لعاد كالوطواط.) فكتبت ما نصه (:

<<  <   >  >>