مولاي فهمي. خيرت بما حبرت به فهمي. وبالله تعالى عليك يا ابن عمر من أين جئتني بديك الجن حتى التقط فؤادي. وكيف أرسلت لي الوطواط وأنا الشهاب حتى إذا الليل عسعس عشعش في ناظري فمنعني سهادي. فكأن ابن جني يوم ثوى في الموصل خبا لك سره. أو سليمان عندما قضى دعا أن تقلد من بعده أمره. هذا وأما ما حررته من التشطير والتخميس. فهو والمؤمن العائذات الطير مزرٍ بريش الطواويس. وما عندي وحقك عبارة توفي حقه. وهيهات فقد بعدت على هذا الغريب في مثل ذلك الشقه. إلا أن ذلك ليس بالبعيد ولا البديع. من موالي أولئك السادات العظام ذوي القدر الرفيع. وقد عرضته بطوله على حضرة مولاي شيخ الإسلام. ومربي أطفال العلماء بطوله في حجور الأنعام. فارتضاه رضي الله تعالى عنه جداً. وجاوز في رسم المدح والثناء عليه حداً. ولا بدع فهو سلمه السلام عارف. وكل من سواه من أهل العصر من بحر فضائله كارع وغارف. وأرجو أن لا تزالوا متفضلين علي. بإرسال مثل ذلك إلي. إذ أجدني عند تلاوته كأني في دار السلام. وأتخيلني كأني في طاق شيخ الأدب لا زال باقياً بين أولئك السادة الأعلام. نسأل الله تعالى أن يجمعنا بأعيانهم. كما فرق همنا بآثارهم. وأن يجلي أبصارنا بأخيارهم. كما حلى أسماعنا بأخبارهم. أنه سبحانه على ما يشاء قدير. وبإجابة دعاء الداعي جدير. انتهى. وليته لم ينته.
) وكتب لي (بعد أن) كتبت له (ما جارت به على سائر الضياع يد الغفلة. ثالث الرافعي والنواوي. رئيس مدرسي بغداد محمد أفندي الزهاوي. ما نصه:
الشوق أعظم أن يحيط بحده ... قلم وأن يطوى عليه كتاب
إلى حضرة الشهاب الثاقب. الساطع نوره في المشارق والمغارب. ذي المقام المحمود. واللواء الذي هو بأيدي الفضائل معقود. علامة علماء الآفاق. ومن وقع على فضله وكماله الاتفاق. النسيب الذي لو انتسب لقيل في نسبه:
نسب كأن عليه من شمس الضحى ... نوراً ومن فلق الصباح عموداً
والحسبي الذي لو احتسب لأنشد عند حسبه:
نفس عصام سودت عصاماً ... وعلمته الكر والإقداما
معدن الشرف والفتوة. ومصباح مشكاة آل بيت النبوة. مولاي الأفضل الأعلم. السيد السند الأفندي المفخم. لا زال في حضر وفي سفر. ذاك الشهاب يضيء كالقمر.) أما بعد (فقد ورد إلى المخلص الداعي من المقام المحمود ذلك الكتاب. الذي أعجز بفصاحته وبلاغته بلغاء الكتاب. فرد علي بوروده شرخ الشباب. فأخذته لوحشتني خير أنيس. ولوحدتي نعم جليس. وأني وحرمة العلم وذويه. وحق الفضل وبنيه. منذ امتطيتم غارب الغربة. وأورثتم في الفؤاد كربة وأي كربة. وركبتم راحلة الارتحال. قاصدين دار الخلافة العلية التي هي محط رحال الرجال. قد أصبحت لدى دار السلام جحيماً. وقاسيت من ألم الفراق عذاباً أليماً.
يا سادتي كان الفراق مقد ... راً فمتى اللقا
ما ذقت طعم العي ... ش بعدكم ولا اخترت البقا
يكفيكم أن النعي ... م لبعدكم عندي شقا
وكيف أعبر عن حالةٍ ضميرك مني أعرف بها. أسأل الله تعالى شأنه. وعظم سلطانه. أن يطوي بلطفه شقة البعاد والبين. وينشر علينا رحمته ويعيدكم لطرفنا بصفاء الخاطر قرير العين. لنصرف ما نجده من العناء. بمطالعة طلعة الشهاب أبي الثناء والدعاء.
) وكتب لي (بعد أن كتبت له أيضاً. الفاضل الذي لو رأى نثره البديع لازداد على نفسه غيظاً. وهو الذي يجد عنده مرتجى أنواع الفواضل والفضائل كل ما يرتجى. مدرس بروسا) الشيخ طه أفندي بن الشيخ أحمد أفندي (السنندجي.) ما نصه (.
أعذب سلام يهديه عليل غليل الشوق إلى أصفى مناهل الأفضال. وأغرب تحية يتحفها متوطن كور الوجد إلى وارث مدينة العلم والكمال. سلام يرسل إلى البحر الطامي. وتحية ترفع إلى سماء الفضل السامي. شهاب أشرقت بأنواره الأرجاء. وسما سماء المجد فالكواكب الزهر بإضافته إن هي إلا مجرورات الأسماء.
تود الثريا لو تنال نعاله ... وأين الثريا من يد المتناول