للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مولاي الذي يفوق أرج ثناءه على النشر الرندي. مولانا وشيخنا وسيدنا وسندنا حضرة السيد محمود أفندي. لا زالت كواكب سعده مشرقة على الأمصار. وشهب أفضاله محرقة أحشاء الأشرار.) أما بعد (فقد نلت بوصول رقيمتكم غاية الفخر. ووصلت نهاية العز والقدر. حتى باهى يومي على أمس. وسئلت من أين طلعت الشمس. فقلت من مطلع الجود. من سماء سنا أبي الثناء محمود. ثم وأني قصر باعي عن تقبيل تلك الأيادي. ويراعى عن ترقيم التسليم إلى ذلك النادي. فما قصر لساني عن ثنائكم المحمود أداؤه. وجناني عن موجب وفائكم الواجب إيفاؤه. على أن شين إهداء النثر وإن كان في سلك اللآلئ إلى محفلكم المنظوم مما هو غني عن البيان. وعرض النظم لدي مديد فضلكم الطويل العريض وإن كان على وزان عقود الجمان. مما يعده كل كامل عقل من وافر النقصان. فالصواب هو الحصر على ما لا يحصر من الثناء. والاكتفاء بما نرجو قبوله من خير الدعاء. ونحن وفضائلكم الوسيعة. وسماء فواضلكم المنيعة. لا نزال نسأل خالق المكوكب والأطلس. وبارئ الثوابت والجواري الخنس. أن يمن علينا بوشك رجوعكم بعد الإقامة. واستقامتكم في أوج العز والسلامة. وأن لا تزال خالداً خلود الجبال. ومحسوداً لكل قرم من أفاضل الرجال. هذا والوالد يسلم عليكم. والأخوان يتمنيان تقبيل يديكم. والسلام.

) وسألني (بعض فقهاء القسطنطينية. عن عدة مسائل من مذهب ساداتنا الحنفية. فأجبت بما خطر. فسألني لك جواب نصاً من كلامهم فما حضر. وكان مني الجواب. أنه يعييني عندكم وجدان كتاب. فألح في السؤال. زاعماً أنه تطلب النصوص فلم يجدها عدة أحوال. فاستمهلته فأمهل. علماً منه أن لست ممن قال وأهمل) فكتبت (في ذلك لحبيبي فخر الحنفية. السيد محمد أمين أفندي واعظ الحضرة القادرية. فأرسل لي النصوص. مع هذه الفقرات التي تحكي الفصوص. وهي: بعد لثم الداعي. أنامل حضرةٍ دعا يراعها داعي الفضل هلم لي قبل ضياعي. هو أنه صيرني نأي بدرك عني. هلال شك لا يراني من يلتمسني وإن قرب مني. فولطف عباراتك. المومية برضى إشاراتك. أني بعد ذلك الشمر. المزري برنات المثاني ونغامة الوتر. صرت للهم سميراً. وللحزن مولى وعشيراً. تارةً يحتوشني بجيشه. وآونةً يشد علي بقوة سلطانه وبطشه. فهذا دأبه معي. وتلك شنشنة له يعرفها كل المعي. فبينا أنا أعاني منه هذا العنا. وأناجي داعي الفنا. إذ شرفني من لدن المولى كتاب. جمع كتائب فضل أخذت بمحاسن الألباب. فترجل له الرأس والعين. وصافحه القلب لا أصابع الكفين. فكان وأبيك لدي ألذ من رضاب لعساء واصلت بعد قطع. ولم تلق لواشي الهجر) ويا فض فوه (السمع. تذكر فيه ما تذكر. وتأمر الداعي فيه بما تأمر. فسمعاً لك سمعاً. لا كرهاً بل طوعاً.

إن تكن في هواك لم تعتبرني ... عبرة للسوي فبالقتل مرني

عمرك الله من وجودي أجرني ... ) وبما شئت في هواك اختبرني (

) فاختياري ما كان فيه رضاكا (

وقد حررنا من النصوص. ما يدل على جوابكم بالعموم وما يدل بالخصوص. أفإن رأيتم السائل يستضيء بمصباحها. ويفرع هذه الفروع على أصول بدائع إيضاحها. وإلا فذروا عليها من إكسير أنظاركم ذره. وأفرغوها في بودقة التقرير بعد أن تصفوها في كورة الفكرة. فعند ذلك تظهر للعقل بالفعل كالشمس. فيستضيء بها إضاءة الليل إذا عسعس. وتنكشف له انكشاف الصبح إذا تنفس. ولما أني خالٍ من الكتب. اعتماداً على ما حرر وكتب. أخذت ما تيسر. وتركت ما تعسر. هذا ومن أهديت إليهم السلام. محمولاً بأكف الغرام. يهدون لحضرتك وافر الدعاء. مشمولاً بمزيد الثناء. وأسأل الله تعالى مجيب من سأله. ومعطي من رجاه وأمله. أن يمن علينا بلقياك. وأن يكحل أبصارنا بأثمد رؤياك. في أحسن حال. وأرغد عيش وأهنى بال. إنه على ذلك قدير. وبالإجابة جدير. وعليك ورحمة الله السلام. ما هب نسيم الصبا. وابتسم البرق وضحك زهر الربى. وذكرت مجالسنا بمدينة السلام.) ثم كتب في الحاشية (وأهدي مزيد الشوق التام. والثناء المستدام. إلى حضرة الصارم الهندي. ذي العرف الرندي. واسع الرحاب. بهي الألقاب. سعادة إقبال الدولة النواب. جمعنا الله تعالى معه بخير آمين.

) وكتب (ظهر الكتاب بيتين. هما لخد الفصاحة كسالفين. وهما قوله:

تحظى عريضة الثناء والدعا ... بلثم أيدٍ نحوها الفضل سعى

<<  <   >  >>