للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مولى الموالي شيخنا الحبر شها ... ب الدين محمود الفتي أبو الثنا

) فكتبت له (أمروة المروة. وصفا أهل الصفا والفتوة. الواعظ الذي يصدع بزواجر وعظه. ويقرط الأسماع بجواهر لفظه. اليةً لك برب البيت. المنزه حرم جلاله عن أن يطوف به نقص لعل ولو أن وليت. لقد نثر عني كتائب الترح كتابك. وخطابي إلى معالم الفرح خطابك. وروى ظمآن سري درك. وحلي جيد فكري درك. وأثبت دعاوى بنصوصك. وزينت خواتم عباراتي بفصوصك. بيد أنك حركت أشواقاً سكنتها أيدي التغافل. وسكنت أذواقاً حركتها محاريث التجاهل. فآهاً ثم آهاً على ربع أربع بأزهار الأدب. وأعرب عن محاسن عرب أشعار العرب. وتفجر بأنواع العلوم. وافتخر بمن حل فيه على أبراج النجوم. ولولا أن من الله تعالى علي بأصحاب سمرهم مما يضرب إليه آباط الإبل كل داوية. وسميرهم لا يزال واضعاً يديه على أذنيه خوفاً على ما شنف من دررهم المزرية بقرطي مارية. لشق دمعي ريقه إلى الأذيال. وللطم قلبي على وجهه بكفي الرية والطحال. والحمد لله تعالى أن قوى قواي على تحمل الفراق. ومن على لديغ ثعبان الغربة بأحباب يغني درياق غرائبهم عن ألف راق. وأرجوك أن تتحفني مع كل بريد بكتاب. وأن تبلغ سلامي إلى جميع الأحباب. وإن قبلت يافوخ الرحبى. تكن قد مننت على شيبي. أو شفتي عبد الغفار. تكن قد شفيت العبد على بعد الدار. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

) وسألني (حضرة شيخ الإسلام. وكعبة الأنام. عن مسألة غريبة نظماً. يقوم لنا مقام الزلال إذا نظما. فأجبت عما سأل. سالكاً سبيل النظم كما فعل. وسترى ذلك الجواب. إن شاء الله تعالى آخر الكتاب. وأرسلت ذلك إلى الواعظ ذي القريحة الصافية. فأرسل لي هذه الأبيات على الوزن والقافية:

أجدت شهاب الدين كل إجادة ... بثاقب فكر سلب سيب المجرة

أروح معان جسمت ما أبنته ... بلفظ نظيم أم دراري سحيرة

وهل مشكلات سلمت لك مقوداً ... وآتتك ما تبغيه كل عويصة

لعمرك قد أوتيت سؤلك بعدما ... أجبت شؤالاً عن معان أبية

أتاك شفاهاً من لدن كعبة سعى ... لنحو صفاها الفضل من كل وجهة

وطاف بها جذلان من بعدما رأى ... حوادث دهر آذنته بضيعة

وقام مقاماً من على رتاجها ... فكم نال وبلا من شآبيب رحمة

بفضل وأفضال وعلم عنت له ... وجوه بها عين المعارف قرت

من القرم بحر العلم من كل عارف ... يؤم حماه عاد عارف حكمة

فلله ما أبدى بديع نظامه ... وما أظهرته فكرة أي فكرة

فأعجزت إذا وجزت كل عرمرم ... عليه دلاص من فضائل جمة

بما شئت شيخ المسلمين تحد من ... تشاء فقد أوتيتها بالعصوبة

ألست الذي ضمت علاك عباءة ... مصاقع فرسان البلاغة أعيت

سفينة نوح أنتم من نجا نحا ... إليها ومن عنها تخلف يكبت

وما نقموا منا سوى أن مدحنا ... على الدوام يتلي سورة بعد سورة

ويا ما أحيلي ما أجبت أبا الثنا ... بصورة نظم لاح في حسن صورة

فكان على صادي فؤادي وروده ... كما كاعب دارت على حين غفلة

تهادى بليلٍ من معاجر فاحمٍ ... تهادى بدرٍ في غشاء دجنا

فوسدتها جيدي فأبدى وشاحها ... لرقة خصر شكية بعد شكية

ويلثم مني كل جزء لثامها ... بكل فم من لثمة كل قبلة

وعندي مقال في نظامك فاستمع ... فعنك أخذنا القول في كل شذرة

فلو لم تكن في نظامك فاستمع ... فعنك أخذنا القول في كل شرة

فلو لم تكن مازجت ما قد أجبته ... بصرف سلاف كللت بأشعة

لما ضاء للمستقبلين لركنه ال ... عراقي ما يهديهم نحو قبلة

ولاحتاج كل للتحري كمن غدا ... يروم صلوة في دياجر ظلمة

ولكنه مذ قام وألحظ ناهض ... بجوهر فرد فضله جمع كثرة

أضاء على أرجائه من خلال ... سناء يراه من بطحاء مكة

فدم مستضيئاً من أشعة نوره ... ببدر منير ليله مثل ضحوة

<<  <   >  >>