للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

انتهى ثم الظاهر أن مراد الناظم. عليه رحمة غفار الجرائم. بقوله وعندي مقال في نظامك المدح. لا الاعتراض والقدح. وحينئذٍ فيكون المقال. هو قوله فلو لم تكن مازجت ما قد أجبته إلى آخر ما قال. فإنه يلبي بالمدح لمولاه بكل لسان. ويرمي بجمار الشنار شيطان القدح بالجوارح والجنان. وقد أجاد فيه غير أنه أمرني آخراً بالاستماع حيث قال وعندي مقال في نظامك فاستمع. فأصخت فلم أسمع ما أفهم. ولست أعلم ما أراد والله أعلم.

) وكتب لي (مسكن احتراقي. حضرة الأفندي عبد الباقي. كأنه يعرض علي الحال. ولله تعالى دره فيما قال) ونصه (: استوهب الله عقلاً يعقل عن تكلف ما لا أعلمه. وعن تسور ما لا أحسنه ولا أفهمه. وأستعينه على عمل يرضيه مني. وقول يرضي به عني. وأدينه بقولي:

على عرشي الرحمن سبحانه استوى ... كما أخبر القرآن والمصطفى روى

وذاك استواء لائق بجنابه ... وأبرأ من قولي له العرش قد حوى

فمن قال مثل ذلك كان استواؤه ... على الجبل الجودي من شاهق هوى

ومن يتبع ما قد تشابه ينبغي ... به فتنة أو يبغي تأويله غوى

فلم أقل استولى ولست مكلفاً ... بتأويله كلا ولم أقل احتوى

ومن قال لي كيف استوى لا أجيبه ... بشيء سوى أني أقول له استوى

وما نظمت أبكار هذه الفرائد بهذا السلك. إلا وأنا بموافقة أول ثاقب لها لا أشك. إذ لست وأيم الله ممن يبرم له خيطاً. أو ينظم من ثناء درره سمطاً. وبعد تعليق ما نظمته في هذه السطور. على لبة الطروس والصدور. أحدقت به أحداق أولي البصائر. وأقررت بأنه عديم الأشباه والنظائر. فأحببت مراجعة روح المعاني. ليظهر حقي باتحادها مع روح بياني. ليقال كما قيل:

روحه روحي وروحي روحه ... من رأى روحين حلا في بدن

فلما ظهر الميل عما عليه السلف من عدم التأويل. والجنوح إلى ما عليه الخلف من اختلاف الأقاويل. قلنا ذلك العلامة بما أراده سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون منا أعلم. وذلك الفهامة من كل ذي فهم بمقاصده تعالى أفهم. وقد تجاسرنا على تحشية هذه المنسوخة وتطريز طرازها. بما قاله حضرة المولى في روح معانيه التي أقعدت الصدور على إعجازها. فالمرجو بعد إمعان النظر العالي. بما عرضته لعمان إمعانكم من اللآلئ. إسبال ذيل العفو والصفح. لا زال مستولياً من العراق ومستوياً على الملك والصرح انتهى.) وحرر (للواعظ في ذيله وكتب. ما أسبلت عليه ذيل الستر إذ لاح من لسان قلمه نوع ما من سوء الأدب) ما نصه (:) والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى (وما قلت ما قلت إلا توسطاً في المسألة. متخيراً للحق جهدي في هذه المعضلة. ومقلني الله تعالى في بحار التلف. إن دنته عز وجل يوماً بغير مذهب السلف. والتأويل عندي في الصفات قول على الله تعالى بالظن. ومن يرضى أن يقول عليه سبحانه ما لم يقل به ومن. ويرشدك إلى ذلك ذكر المؤل عدة احتمالات. وليس ذاك من باب اختلاف العبارات. وما ملت إليه قد مال إليه غير واحد من السلف. ومن تتبع كتب القوم في ذلك عرف. وعهدي بك يا واعظ وأنت واعي. فما الذي عراك حتى عدت غير مراعي. وبلغ سلامي وقيت من موجبات الأسف. على جماعتك المحبين السلف والخلف.

) وكتب لي ولدي (مدرس القادرية عبد السلام أفندي شواف زاده. أكرمه الله تعالى بالعلم والسعادة.) ما نصه (:

<<  <   >  >>