لم يشف من أوصابها ... كالصبر والتقوى علاج
واعلم يا ولدي. أن أعظم سهم أصبت به كبدي. حديث حادثة وفاة الخال. التي تندك من سماعها شوامخ الجبال.
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
ومنذ تجرع مرارة ذلك الخبر المسمع. نزل بي ما نزل فعدت لا أحط ولا أرفع.
نعم كبدي لا وجنتي قد لطمتها ... عليه وعيني لا ثيابي شققتها
ثم نظرت فهون علي ذلك الأمر الأمر. والضرر الأضر. والشر الأشر. إن حكم المنية في البرية جار. وإن هذه الدنيا الدنية ليست بدار قرار. وإن تلك الطامة. إحدى الثمانية العامة.
ثمانية عمت بأسبابها الورى ... فكل امرئ لا بد يلقى الثمانية
سرور وحزن واجتماع وفرقة ... وعسر ويسر ثم سقم وعافية
فيا ولدي عليك بالصبر. وإن عظم الأمر.
إذا حل بك الخطب ... فكن بالصبر لو إذا
وإلا فاتك الأجر ... فلا هذا ولا هذا
وبلغ لي السلام. يا عبد السلام. جميع من تعرفه حتى أحجار مدينة السلام. وخص لي حضرة النقيب. بإبلاغ الشوق العجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وكتبت (إلى المشد النقشبندي. ملاذ الفقراء الشيخ أبي بكر أفندي. وهو ممن فاق بمكارم الأخرق. جميع من أعرف اليوم من مشايخ العراق. أزيه في ولديه. وأذكره بما هو معلوم لدى العارفين ولديه. وهو هذا: لا كدر الله تعالى ولا أحزن. ولا أصاب بشيء من سهام الحوادث والمحن. حضرة من صبر على جهاد النفس. حتى ظفر بعينه في خامس الحضرات الخمس. الساحب رداء الولاية الكبرى في مقام البقاء بعد الفناء. والراكب ذروة سنام المهمة العلياء. في إرشاد السالكين والناسكين إلى الطريقة السوية والشريعة الغراء. شيخي وسيدي.) الشيخ الحاج أبو بكر أفندي (. لا زالت فيوضاته وابل القلوب. وتوجهاته كاشفة غمائم الغموم والكروب.) وبعد (فقد المنى إذا ألم بي فقد شبلك. وغروب نجم سماء أولادك وأهلك. وهم بإتلافي الهم. وغم على القمر ليلة البدر لفرط الغم. وماذا أقول لدنيا طبعت على الخطوب. وجبلت لا در درها على العيوب. ولعل هذا آخر سهم في كنانتها. وأنكى ما في خزانتها. فأعظم الله تعالى لكم الأجر. ووقاكم كل سوء وشر. ثم أني قد أخبرت بعلي همتكم المتضوعة تضوع المسك الأذفر. والمشرقة إشراق الفجر الأنور. فشكرت مولى ثابتاً ركن إخائه. صافياً شرب وفائه. لم يزل فضله عدة لإخوانه. ينصرهم ويقويهم. ونور يسعى بين أيديهم. لا زلت قلب الطريقة ولسان الشريعة وحصن الأمة وقرة الزمان وجمال الأيام. فلقد تفضلت علي بما لا أنساه. ولا يبلغ لساني من الشكر مداه. فإني للسان القلم يستطيع ذلك وهو أقصر من أنمله. واستمداده من دودة حبر هي أضعف من نملة. بيد أني أرجو من الله تعالى التوفيق. لأداء ما يليق والسلام دثاركم ورداؤكم.
) وكتب (لي في الجواب ما يرحب. صدور الأحباب وهو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم أسنى محمود دعوات زاكيات طاهرات. وأكمل ممدوح تحيات ناميات متواترات. صادرة عن لسان معبر عن إخلاص قديم. وود مقيم وثناء عميم. يحملها نسيم لطائف اثني عشرية. ويعطرها أنفاس تجليات حقائق سبعية. تحف بها روحانيات الرضوان. وتزفها روح المعاني إلى حظائر الإحسان. يهدي ذلك إلى نادي من أشرقت محافل السادات العظام بوميض بيانه. وزينت مجالس العلماء الأعلام بدراري تبيانه. وانجلت وتجلت غياهب مجهولات المسائل بأنوار عرفانه. وانحلت وتحلت عقد مشكلات الأوائل ببنان بيانه. منبع الفواضل. ومجمع الفضائل. العارف بحقائق الفنون القلبية. والكاشف للقناع عن وجوه أبكار دقائق العلوم العقلية. المشيد بالأدلة الخمس قواعد الشرع المتين. والمؤيد بأفكاره الحمس أحكام الدين المبين. الحبر الفريد. والبحر المديد. المستغني بشموس أوصافه عن الإطناب في الألقاب. المستحق لأن ينشد فيه:
تجاوز قدر المدح حتى كأنه ... بأحسن ما يثنى عليه يعاب