فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر
ومعظمهن حرائر. وإن لم يتحجبن عن النواظر. فعدم الاحتجاب عادة قديمة في عرب الأعراب. وهن اللواتي لا شك في عفتهن. ولله تعالى در من قال في صفتهن:
هن الحرائر لا ربات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسور
وقد حققت أن منهن من لا تخرج من بيتها حتى إلى الحمام. ولا يحوم عليها طائر نظر أهل الأزقة إلا أن تصير وكراً لحمام الحمام.) نعم (لا يخلو غيل من واوي. وأي بلد عريض طويل ليس فيه كلب عاوي. فالمعول عليه في رداءة البلدة وفضلها. إنما هو عند المنصف حال غاب أهلها. وحال غالب أهل هذه البلدة في الحسن لا يطال. وسيان في ذلك على ما علمت النساء والرجال.
قوم زكوا نفساً وطابوا مخبراً ... وتدفقوا جوداً وراقوا منظراً
فانعم بذلك المغنى. فقد جمع الفضل حساً ومعنى:
تلك المنازل لا أعقة عالج ... ورمال كاظمة ولا وادي القرى
أرض إذا مرت بها ريح الصبا ... حمات من الأغصان مسكاً إذا فرا
فيها لقد حلّ المليك المجتبى ... عبد المجيد أجل أملاك الورى
العادل الشهم الذي ألقا به ... في كل ناحية تشرف منبرا
وبكل أرض جنة من عدله ال ... ضافي أسأل نداه فيه كوثرا
عدل يبيت الذئب فيه على الطوى ... غرثان وهو يرى الغزال الأعفرا
بين الملوك الغابرين وبينه ... في العدل ما بين الثريا والثرى
ما مدحه المستعار له ولا ... آيات سؤدده حديثاً يفترى
لا تسمعن حديث ملك غيره ... يروى فكل الصيد في جوف الفرا
نسخت خلائقه الكريمة ما أتى ... في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا
وله العساكر في الثغور نظامهم ... يهدي إلى الأعداء موتاً أحمرا
من كل وضاح الجبين تخاله ... بدراً فإن شهد الوغى فغضنفرا
يعشو إلى نار الوغى شغفاً بها ... ويجل أن يعشو إلى نار القرى
لا زال مسعود الفريق مؤيداً ... أبداً ومنصور اللواء مظفرا