للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أن) إسلامبول (على ما حوت من الحسن مجملاً ومفصلاً. تضيق على الغريب في مبدأ الأمر ثم تتسع عليه أولاً فأولا. وأول من أشرفت على حضرته. وتشرفت برؤيته شيخ الإسلام. وولي النعم. والمغرد هزار الحق على أفنان قلمه لنغم لا ونعم. سيدي وسندي) السيد أحمد عارف حكمت بك أفندي (. وقد أفردت ترجمته بالتدوين. وقدمتها إلى حضرته المشبهة حظائر عليين. وقد كان سمع عني. ما جبذ ذيل إقباله عني. فرميت عند مواجهته بثالثة الأثافي. وقصت من أجنحة آمالي القدامى والخوافي. وعلى كل حال قدمت إليه تفسيري. وجعلته لديه شفيعي وسفيري. فأمر عليه برق نظره الحالي. فأمر أن أذهب به وأقدمه إلى الباب العالي. وقال العادة تقتضي أن تعرضه على الصدر الأعظم هناك. فحينئذٍ يصدره إلي فأورده النظر الدقيق إذ ذلك. وسأعطيه إن شاء الله تعالى حقه. وأرصع بجواهر المدح طوقه. فقمت من عنده بلا تواني. وذهبت إلى الباب العالي في اليوم الثاني. وآه ثم آه من أبناء الدنيا. ذوي المراتب العليا. حيث غدا من طباعهم. انصباب كلام كل خرق في خروق أسماعهم. ثم لا يكاد يمتص بمحجمة اعتذار. أو يصعد بأنبيق استغفار. والحمد لله تعالى على أن أستثني من هذا العموم حضرة ولي النعم. فإن أذنه الكريمة عن الفحشاء في صمم. وله إنصاف مع ذوي الفضل. خارج عن طور العقل. لا زال للإنعام ربعاً. ولجسد الأعلام عيناً وسمعاً. ولما دخلت الباب العالي. حظيت بمشاهدة طلعة البدر المتلألئ. قرة عيون بصائر ذوي الأبصار. حضرة رائس أقرانه) فؤاد أفندي (المستشار. فتلقاني بالترحيب. ولقيته أحب حبيب. كأني اصطحبت معه دهراً. واصطبحت بمدام أنسه عمراً. ووجدته لجسد النبل فؤاداً. ولإنسان عين العقل بياضاً وسواداً. ولشخص الأفضال رأساً. ولبدن الكمال نفساً. ولنوع الإنسانية فصلاً وجنساً. وأبوه اللطف المجسد عزت ملا. الذي لا تمل منادمته ولا تقلى. وهو مشهور في البسيطة بكيجة جي زاده. وقد فرشت له زمن المرحوم السلطان محمود بسط الشهادة. وثنيت له في دار الخلود على منصة السعادة الوسادة. وذلك أنه عثر به جواد اللسان. فلم يقل له أحد لعا سوى حور الجنان. وكم فصل الحق عن قائله رأساً. وسقاه من كؤوس المنون كأساً. تغمده الله برحمته. وبارك في أعمار ذريته) ثم أني (عرضت حاجتي على المستشار المشار إليه. جعل الله تعالى حاجة يوم العرض حاصلة لديه. فأمر النجيب ابن النجيب. ومن له من قداح الإنسانية المعلى والرقيب. ذا الأخلاق المستجادة) جميل بك أفندي (نجيب باشا زاده. وهو إذ ذاك مدير الأوراق وقد نال هذه الخدمة بعيد عوده من العراق. بأن يكون في صحبتي. إلى محل نيتي. فقام من غير تواني. وراح حاملاً على يديه تفسيري روح المعاني. فدخل بي على حضرة الصدر الأعظم. ووضع التفسير بين يديه فرفع شأنه وأعظم. ولما رآني قام وتلقاني. وحياني وبياني. وأجلسني حيث لا يجلس أقراني. وهذا الصدر هو واحد الزمان. والثاني في الوصف لآصف حضرة) سليمان (الذي لا تنال الرؤوس أقدامه. ولا تقدم الشوس أقدامه. ولا تدرك بديهياته إلا بالنظر الدقيق. ولا تطاق جزئياته إلا بكلى التوفيق. حضرة) رشيد باشا (لا زال سهم رأيه بريش الرشد مراشاً. وقد رأيته صدراً كاملاً من كل الوجوه. لا يرجع أحد توجه إليه إلا بما يرجوه. له صدق في خدمة الدولة والملة عظيم. وحنو عليهما ولا حنو المرضعات على الفطيم. يداري الناس وهو غني عنهم. ويعطيهم ولا يأخذ شيئاً منهم. وقد علاه الدين لمزيد كرمه. وأعوزه العين مع وفور نعمه. حتى سمع العتب على ذلك من أمثاله. فأنشدهم لسان حاله:

يعاتبني في الدين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا

أسد به ما قد أخلوا وضيعوا ... ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا

<<  <   >  >>