للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتفضل علي حضرة ولي النعم الغامر أهل الفضل بأفضاله. بخمسين ألف قرش رومي من خالص ماله. أسأل الله تعالى أن يؤيد سعوده. ويديم وجوده وجوده.) وقد اجتمعت (في دار الخلافة برجال. هم في الكمال بمراحل عن دائرة الخيال.

من معشر فالأرض دارهم ... والنجم جارهم والعز حيث هم

) منهم حضرة شيخ الإسلام (. وهو كالفاتحة بالنسبة إلى سائر الكلام. وأنه لعارف بأمور أولاه. معرفته بأمور أخراه. بل لا تكاد تتفاوت المعرفتان. لو وضعتا في كفتي الميزان. فهو في نعوته الباهرة. رجل الدنيا والآخرة. وقد ذكرنا بعض ذلك في كتابنا شهي النغم. في ترجمة شيخ الإسلام وولي النعم. وأما كل ما حواه أهابه مما يبهر الأذهان. فذاك مما يضيق عن أحضانه فم ظرف الزمان. وربما ينشق إلى أذنيه. إن هم أن يفتح بذلك شفتيه. وملخص الكلام فيه أنه آية الله تعالى الكبرى. وأن مشيخته اليوم نعمة على فتاة الشريعة عظمى. ولا تعبأ بسفسطة السفط. فأولئك كأبناء الزمان أكثرهم سقط. فهم إن يشبعوا مدحوا. وإذا جاعوا قدحوا. وكم أنهلت علي من سماء شفقته شئابيب مكارم. فجرت منها بحار أبحاث يمزق فيها فكر العالم العائم. لكن إذا اتغاث. بذلك الحبر أغاث. وسأجري إن شاء الله تعالى في بزائز هذه الرسالة. شيئاً مما استقر منها في حياض حافظتي السيالة. فحينئذ تتهادى رياضها ببرود سندسية. وتدل غياضها بجر أذيال طاوسية.

) ومنهم حضرة مصطفى رشيد باشا الصدر الأعظم (. ومن لم تر عين رأس الدولة العلية أجل عقلاً منه وأحكم. وقد قدمت لك شيئاً من سني ترجمته. ومن أين لي الإحاطة بما أودع الله تعالى فيه من عجائب قدرته. فبشرى لدولة هو صدرها. وإليه ينتهي أمرها ونهيها. أسأل الله تعالى أن يحفظه وذريته. ويؤيد به ملته ودولته.

) ومنهم الجار ذيل الفخر على قنة كيوان (حضرة) محمد علي باشا (صهر حضرة السلطان الغازي محمود خان. كان يوم دخلت الأستانة. مشير الترسانة. وهو الرئيس للعساكر البحرية المرابطين في حراسة الممالك الإسلامية. ولما واجهته آنسني غاية الإيناس. وقال لم يز يمدحك عندي حضرة) حمدي باشا (والي سيواس. فلما استنشقت بعرنين سمعي وياك. اشتقت علم الله تعالى كثيراً لأن أراك. فالحمد لله تعالى على رؤيتك. ومشاهدة طلعتك. وفي أواخر سنة ألف ومائتين وثماني وستين من هجرة صدر المرسلين. ورأس الخلائق أجمعين.) صلى الله تعالى عليه وسلم (توجيه إليه قلب جسد الخلافة الكبرى. فقلده أمانة الصدارة العظمى. وفي شعبان سنة التاسعة والستين. استردت منه وعاد كما كان قديماً مشير عساكر المسلمين. وسبحان من بيده الوضع والرفع. والوصل والقطع. والإعطاء والمنع. ومن أجل أخلاق المشار غليه. أنه يلتزم أمر من حط رحال الآمال لديه. فيبذل وسعه. فيما يعلم أن فيه نفعه. فالمحسوب عليه. كالمنسوب إليه. يغمره بصنوف النعم. ويذب عنه ذب الغيور عن الحرم.) نعم (يقال أن تواضعه. دون تواضع من تساوى في الرتبة معه. وأنت إذا حققت الأمر من راءٍ وسامع. تعلم أنه حفظه الله تعالى غير مقيد بتكبر أو تواضع. فتراه قد استوى على عرش المجد وذراه. ولم يستوف شيئاً من ذينك الأمرين يوماه. وهو عندي في الحقيقة مترفع عن الكبر. ولعله يقول بقولي هذا كل من أمعن فيه الفكر. وقد رأيته يشفق على الرعية. ويأسف لما هم فيه من صنوف البلية. ويقول والله إنا لم نأل جهداً في رعاية رعيتنا. إلا أن لله عز وجل مشيئة فوق مشيئتنا. فقلت يا سيدي على العبدان يسعى. والمأمول من الله تعالى أن لا يخيب المسعى. نعم.

إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده

ثم قلت يا سيدي تصافى رجال الملك. من موجبات عمارة الملك. واختلاف قلوبهم من أقوى مقتضيات الاضمحلال والهلك. فأسأل الله تعالى أن يؤلف بين القلوب. ويوفق الراعي والرعية إلى كل أمر محبوب.

<<  <   >  >>