ومن موالى إبراهيم بن أبي موسى حماد بن سليمان فقيه الكوفة وكان ممكثا من فنون العلم وهو أستاذ الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت وأبو حنيفة من أبناء فارس الآخر نزل أبوه على تيم الكوفة فحالفهم فهؤلاء مولاه وليس بمولى عتاقة لهم كما زعم بعض الناس.
ومن موالى أبي بردة بن أبي موسى خلف الأحمر كان عالما بالنحو واعتقة وأعتق أباه وكانا مرغابين، وكان خلف الأحمر عالما بالنحو والشعر واللغة وكان بصريا وهو أستاذ أبي نواسى الحكمي، قال: ولما أسلم أبو موسى الأشعري ولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن زبيدا أوزمع وسواحلها إلى عدن، وكان أبو موسى أمينا لأبي بكر الصديق - رضى الله عنه - على الصدقات واستعمله عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - على البصرة ثم استعمله على العراق وله بها فتوح افتتحها وفتح الأهواز، وكان مع على بصفين وهو أحد الحكمين وكان معروفا بالفقه والقراءة وهو من أجل أهل اليمن قدرا ونسيا ثم هاجر إلى مكة فنزل في شرقي المعلاة فجاور القبور في الأبطح في الشعب المعروف بشعب أبي موسى وحفر هنالك بئرا تعرف ببئر أبي موسى وقال: أجاور قوما لا يغدرون يعنى أهل القبور ولأبي موسى أخوة اسلموا هو أبو بردة واسمه عامر بن قيس وأبورهم بن قيس وقيل أن لهم اخا رابعا واسمه مجدي بن قيس، وقيل مجدي هو أبو بردة وكان أبو بردة بن أبي موسى قاضيا على الكوفة وابنه بلال قاضيا على البصرة فهو قاض ابن قاض ابن قاض ثلاثة قضاه في نسق واحد وفيه يقول الشاعر:
يا أبن القاضين قاضي ... معتزم على الطريق ماضي
ومن ولد أبي موسى الشيخ الإمام صاحب علم الكلام أبو الحسن الأشعري وهو على بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري وهو شيخ المذهب الذي تنسب إليه الأشعرية وكان إماما عالما بأمور الدين وهو الذي رد على فرق الملحدين واتبعه من العلماء خلق كثير وجم غفير في العراق وخراسان ومكة واليمن وانتشر مذهبة في الناس وتلقته الأمة بالقبول، قال وفي الأشعرين من رواه الحديث أبو موسى أبو مالك وأبو عامر وهو غير أبي موسى وعم أبي موسى اسمه عبد بن سليمان بن حصاد، كان من كبار الصحابة، قتل يوم اوطاس أميراً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن قتل تسعة مبارزة وأبو عامر الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - (نعم الحي الازد والاشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون هم مني وأنا منهم) .
وأما أبو بردة أخو أبي موسى فاسمة عامر بن قيس له صحبة ورواية، وأبو بردة بن أبي موسى أيضا عامر روايته عن أبيه أيضا، والثالث أبو بردة وهو يزيد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى.
قال: ومن ولد اشعر عامر وعارض - وهما أصلان تفرعت منهما بطون كثيرة، وهما ابنا عذر بن وايل بن ناجية بن الجماهر ابن الأشعر، فمن ولد عامر شعذف وبقدم وجماد وشهلة وقيل إن جماد وشهلة ابنا وايل بن أشعر، ومن ولد عامر الأصغر وعوشم يقال لولده العوارشم وهم في الجبل أصحاب زيمة الأشعري.