وأما الادواء فكل من أول اسمه (ذو) مثل ذي مناخ وذي رعين وذي الكلاع وذي مقار، وذي يهر، وذي سحر، وذي مرة، وذي تعلبان، وذي عثكلان، وذي خليل، وذي طراح، وذي فيفان،، وذي يزن، وذي اصبح وذي ترخم، وذي يخصب، وذي فايش في آخرين يطول ذكرهم وهم يمنزلة الأمراء.
وأما الثمامنة فهم ثمانية من حمير لما مات سيف ذي يزن رد أهل اليمن إلى هذه الأبيات الثمانية وهو آل ذي يون وآل خليل وآل عثكلان وآل ذي ثعلبان، وآل ذي معاهر وآل ذي جدن وكان أعظمهم أل ذي يزن بولادة أبي كرب اسعد الكامل لهم بني اسعد الكامل وآل ذي مناخ لأنهم عمومة التابعية وكان سائر الأبيات الستة يرون عليهم فضلا.
قال: كان الملك من أهل اليمن في سبعة أصناف: (حمير، والأزد، همدان، بجلية، وكندة، وطئ، ولخم) وذلك مذكور في مواضع من الكتاب، فآفهم ذلك.
[نسب قضاعة]
وهو ابن الملك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير، واشتقاق قضاعة من القضع وهو القهر لأنهم علوا، واسم قضاعة عمرو، وقيل كان يسمى قضاعة عمرو فلما تقضع عز قومه أي بعد سمى قضاعة، واختلف الناس في نسب قضاعة: فقال قوم قضاعة بن معد بن عدنان وهو يكره وبه كان يكنى وقيل قضاعة امرأة من جرهم تزوجها معد عدنان ثم خلف عليها مالك بن عمرو فولدت قضاعة على فراش مالك فنسب إلى مالك وقد كانت العرب تنسب الرجال إلى زوج أمه كما نسبو بني عبد مناة بن كنانة إلى علي بن مسعود الأزدي لأنه خلف عبد مناة بن كنانة على زوجته وولد له منها أولاد فحضن أولاده وأولاد عبد مناة منها فنسبوا جميعا إليه فقبل لهم بنو على وكذلك سعد هذيم من قضاعة هو سعد بن زيد حضنته هذيم فنسب إلى حاضنته وكذلك عكل حضنت بنو عوف بن قيس بن قائل بن عوف بن عبد مناة فنسبوا إلى حواضنهم، أما غصين فحضنته بولان فغلب على أسمه، وأسوادن حضنته نبهان فغلب على اسمه، ثعلبة حضنته امرأة يقال لها جرهم فغلب على اسمه، وقيل أن معانه الجرهمية كانت تحت عمرو بن مالك بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير فولدت قضاعة ثم تزوجها معد بن عدنان، وكانت من أهل مكة فتروجها الحميري في وقت الحج ثم تزوجها معد بن عدنان بعده فولدت له نزار ثم تربى قضاعة مع أخيه نزار في حجر معد بن عدنان فنسب إليه.
وقال آخرون في قضاعه بن حمير وهو الذي عليه الناس اليوم، والمشهور عندهم قال الأفلح بن يعقوب القضاعي من ولد عبد مناة من مشجعة ابن التيم بن النهر بن برة نحن بنو الشيخ الهيجان الازهري قضاعة بن مالك بن حمير النسب المعروف غير المنكر من قال قولا غيره لم ينصر:
يا أيها الداعي ادعنا وابشر ... وكن قضاعيا ولا تنزر
قال وسبب خررج قضاعة بن معد بن خزيمة بن زيد القضاعي عشق فاطمة بنت تذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار وهو القائل:
إذا الْجَزْاَوُ أرْدَفَتِ الثَريَا ... ظَنَنْتُ باَل فاظمة الظنونا
قال: فخطبها إلى أبيها فأبي أن يزوجه إياها، وكان أبوها يحول بينهما فغاب ذات يوم هو وأبوها للقرظ فقتله خزيمة وأخفى خبره فسألوه عنه فقال: عهدى به وفد على أحد القارظين الذي يقول فيهما أبو ذؤيب:
وحتى يؤوب القارظان كلاهما ... ويُنْشَرُ للموتى كليبُ لوايل
قال: وخفي خبره على قومه حتى قال خزيمة بن نهد
فتاة كان على ثغرها مداما يشلّ به الزَّنْجبيلُ
قتلت أباها على حبها تُسَهَل من بُعدّ ذا أوْينيل
فحينئذ علمت ربيعة بقتله إياه فثارت الحرب بينهم والقتال حتى قتل خزيمة وخرجت قضاعة من منازلها، وكانت تنزل من مكة والطائف وربيعة تنزل يمر عسفان فتفرقت قضاعة في الشام وانتفت من معد بن عدنان وانتسب إلى النمر، قال الشرقي بن القطامي لم تزل قضاعة في معد وفي الجاهلية وأول الإسلام إلى أيام ابن الزبير وعبد الملك بن مروان ووقعت الفتن والغارات بين عمير ابن الحباب السُّلمى على كلب وغارات حميد بن الحارث بن حرب بن يجدل الكلبي على فزارة فخالفت قضاعة أهل اليمن وغلب على قضاعة نسب اليمن.