توفّيت الآمال بعد ذُفافةٍ ... وأصبح في شُغلٍ عن السّفر السّفْر
يعزَّوْن عن ثاوٍ تعزّى به العُلا ... ويبكي عليه البأسُ والمجدُ والشعرُ
وما كان إلا مالَ من قلّ مالُه ... وذخراً لمن أمسى وليس له ذُخر
فأخذ أبو تمام أكثر هذه القصيدة وجعل مكان بني القعقاع بني نبهان وأبدل باسم ذُفافة محمداً.
أو كما فعل أبو نُخيْلة بأرجوزة العجّاج: زعم أبو عبيدة عن أبي الخطاب أن أبا نُخيلة قال: وفدتُ على مسلمة بن عبد الملك وقد مدحته فأكرمني وأنزلني، ثم قال لي: ما لكَ والقصيد وأنتَ من بني سعد! عليك بالرجز! فقلت: أولستُ بأرجز العرب؟ فقال: أسمعني، فأنشدته:
يا صاحِ ما شاقَك من رسْم خالِ ... ودمنةٍ تعرفُها وأطلالِ
وهو من قول العجّاج، فلما سمع أولها أصاخ، فلما أسهبتُ فيها قال: أمسك. فنحن أروى لهذا منك، وظننته مقتَني، فما أصبت منه خيراً.
وكما أخذ زُهير بيت أوس:
إذا أنت لم تعرِض عن الجهل والخنا ... أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
وهو مرويٌ في قصيدته. وكقول المعلوط:
إن الظائنَ يومَ حزمِ عُنيزةٍ ... بكّيْن عند فراقهنّ عُيونا
غيّضْن من عبَراتِهنّ وقلنَ لي ... ما لقيتَ من الهوى ولقينا
وقال جرير:
إن الذين غدَوا بلبّك غادروا ... وشَلاً بعينك ما يزال مَعينا