للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعمرُك ما أدري وإني لأوجَلُ ... على أيِّنا تعْدو المنيةُ أولُ

حتى أتى عليها، وهذه الأبيات فيها. فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير فقال: ألم تخبرني أنها لك؟ فقال: المعنى لي واللفظ له؛ وبعدُ فهو أخي من الرضاع وأنا أحق الناس بشعره.

وكفعل جرير بقول سُويد بن كراع العُكلي:

وما بات قومٌ ضامِنينَ لنا دماً ... فنوفيها إلا دماءٌ شوافِعُ

فإنه نقل البيتَ الى قصيدة له، فلما أنشدها نبه عليه عمر بن نجاء التيمي، وكان أحد الأسباب التي هاجت الشر بينهما.

وفِعل الفرزدق إذ سمع جميلاً ينشد:

ترى الناسَ ما سِرْنا يسيرون خلْفنا ... وإن نحنُ أومأنا الى الناس وقّفوا

فقال: أنا أحق بهذا البيت، فأخذه غصباً. وكما ادعى دِعبِل على أبي تمام في كلمته الرائية، التي رثى بها محمد بن حميد؛ فإنه زعم أن أبا مكنف المُزني، من ولد زهير بن أبي سلمى رثى ذُفافة العبْسي، فقال:

أبعد أبي العباس يُستعتب الدهرُ ... وما بعده للدهرِ عُتبى ولا عُذر

ألا أيها الناعي ذُفافةَ والنّدى ... تعِستَ وشلّت من أناملِك العشْر

إذا ما أبو العباس خلّى مكانه ... فما حملَت أنثى ولا مسّها طُهر

ولا مطَرت أرضاً سماءٌ ولا جرَت ... نجومٌ ولا لذّت لشاربها الخمرُ

كأنّ بني القَعْقاع بعد وفاتِه ... نجومُ سماء خرّ من بينها البدرُ

<<  <   >  >>