للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما بالها يحوجها الى الجنون، ويلتمس لها العُوذ والرُقى، هلاّ فاكّ أسرها، وقدم خلاصها، ولم ينتظر بها نغمة الطالب، ففعل ما قاله أبو الطيب:

وعطاءُ مالٍ لو عداهُ طالبٌ ... أنفقتَه في أن تلاقي طالِبا

وقد تداول الناس هذا المعنى، فقال مسلم:

أخ ليَ يعطيني إذا ما سألتُه ... ولو لم أعرِّضْ بالسؤال ابتَدانِيا

وقال أبو العتاهية:

وإنا إذا ما تركنا السؤال ... فلم نبغ نائلَه يبتَدينا

وإن نحن لم نبغ معروفَه ... فمعروفُه أبداً يبتَغينا

وقال أبو تمام:

فأضحَتْ عطاياه نوازعَ شُرّدا ... تسائِل في الآفاق عن كلّ سائل

وقوله:

ورأيتَني وسألتَ نفسك سيْبَها ... لي ثم جدتَ وما انتظرتَ سؤال

وقد زاد أبو الطيب عليهم بقوله:

أنفقته في أن تُلاقي طالب

وقوله:

قلْتاً من الرّيق ناقعَالذّوب إلْ ... لا أن برْد الأكباد في جمدِهْ

<<  <   >  >>