ومن ولده عليُّ بن يَزيدِ بن رُكَانَةَ، كان أشدَّ النَّاس. قدم على مُعَاويةَ بن أبي سُفيانَ مع عبد الله ابن جَعْفَر، نزل على عبد الله، وكان يَزيد يزيد بن مُعاويةَ شديدا، ًفلمَّا رأى عليَّ بن يَزيد قال لأبيه: أريد أن أصارع عليَّ بن يزيد. فنهاه. فقال: لا أرضى أو أصارعه. فكلمَّ مُعاويَةُ عبد الله بن جَعْفَر، فهابه عليَّ بن يزيد وقال: يابن جَعْفَر! خُوِّفت هذا الكلام فخفته، فإن نحن اتَّخذنا فأخذت بيده فانتزعها، فاحجز بيننا، أو أخذ بيدي فعزِّيها، فاحجز بيننا. قال عبد الله ابن جَعْفَر: هي العلامة بيننا فلمَّا أدخلا، وخلا مُعاوية في خاصَّته، اتَّخذا، فأخذ يَزيدُ بيد عليّ، فانتزعها عليٌّ منه. ثمَّ أخذ عليٌّ بيد يَزيد فعزَّه إيَّاها. فلمَّا فعل التفت إلى عبد الله بن جَعْفَر فقال: كفيت الرَّجل! ثمَّ وضع يده اليُمنى في أخدع يَزيدَ فهصره حتَّى انثنى، ثمَّ اخذ بيده اليسرى، ثمَّ أشاله واقبل يمشي به إلى مُعَاويةَ فقال: أين أضعه؟ قال: في حجري! فلمَّا وضعه في حجره قبَّله مُعاويَة.
ومنهم: عَمْرو بن عَلْقَمَة بن عبد المُطَّلب بن عبد مَنافٍ، الذي ضربه خداش بن عبد الله بن أبي قَيْس بن عبد وَدٍ ابن نَصْر بن مالك بن حِسَّل، من بني عامر بن لُؤيّ، فقتله. فكانت فيه القسامة في الجاهليَّة. حلفوا على باطل، فماتوا جميعا غير حويطب بن عبد العُزَّى بن أبي قَيْس، فإنَّه أسلم وحسن إسلامه.
ومنهم: قَيْسُب بن مخرَمة بن عبد المُطَّلب بن عبد منافٍ، وهو الَّذي كان يمكُو ويُصفق حول البيت فيسمع من حراء. فأنزل الله عزَّ وجلَّ هذه الآية: (وَمَا صَلاَتُهُمْ عِنْدَ البَيْت إِلاَّ مُكَاءَ وَتَصْدِيَةً) " سورة الأنفال: ٣٥ " ومنهم: جُهَيْمُ بن الصَّلْت بن مَخْرَمَة بن المُطَّلب ابن عبد مَنافٍ، الذي رأى الرُّؤيا أنَّ أبا جَهْلِ وأصحابه قُتلوا.
ومُحمَّد بن إِسْحَاقَ صاحب السَيْرَة، مولى لبنى قَيْسِ ابن مَخرمَة بن المُطَّلب.
مِنْ خُلَفَاءَ بَنِي عَبْدَ هَاشِمٍ
ممن شَهِدَ بَدْراً مِنْ غَيْرِ بَنِي عبد مَنَافٍ: زَيْدُ بن حَارِثةَ بن شَرَاحِيل بن كَعْب بن عبد العُزَّى ابن يَزِيد بن امرئ القَيْس وهو من كلب بن وَبرَّة، بن قُضَاعةَ. شهد بدراً. وكان من أوَّل من أسلم. وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسلم يتبنَّاه، حتَّى أنزل الله: (أَدْعُوكُم لآَبَائِهِمْ) ، " سورة الأحزاب: ٥ ". وتزوَّج زَينَب ابنة جَحْش، وهي من بني أسَدٍ بن خُزَيْمَة، وفيهما أنزل الله عزَّ وجلَّ: (فَلَمْا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا) ، " سورة الأحزاب ٣٧ ".
وابنه أُسَامةُ بن زَيْدٌ، كان في من غسل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ودخل القبر. وهو الحبُّ.
وأبو كَبْشَةَ، مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسلم.
وأبو مَرْثَد الالغَنِويُّ. واسمه كنَّاز بن حُصَيْن بن يَرْبُوع ابن طَرِيف بن خُرْشُبة بن عُبيد بن سَعَد بن عُوفٍ بن كَعْب ابن جِلاَّنَ ابن غَنَم بن غَنيَّ بن أعصُر. وابنه مَرثَد بن أبي مَرْثَد، وهما حليفاَ حَمْزَة بن عبد المُطَّلِبِ.
وفي بني هَاشمٍ بن عبد مَنافٍ بن الأحلاف: بنو جَعْونَةَ بن شَعُوبَ، من بني لَيْث بن بكر، وهم حِلْفُ للعبَّاس بن عبد المُطَّلب. فرض له في الإسلام في خلافة عمر بن الخطَّاب.
وفي بني هَاشمٍ من الحِلفَ: بنو الهَادِي بن أُسَامةُ من بني ليث بن بَكْر.
وفيهم بنو شَيْبَانَ، سُلَيْم بن مَنْصُور، حُلفاء الزُّبير بن عبد المُطَّلِبِ.
فهؤلاء بنو هَاشمٍ وأحلافهم من بني عبد مَنافٍ ومن سائر العرب.
وَلَدَ عَبْدُ شَمْسٍ بنِ عبد مَنَاف
أمية، ورَبِيعةَ، وحَبِيباً، أمُّهم: تَعْجَزُ ابنة عُبَيْد بن رُؤاس بن كِلاَب.
وأُمْيَّة الأصغر ونَوفلاً وعبد أُمْيَّة: أمُّهم: عبلة بنت عُبيد بن جَاذِل بن قَيْس بن حَنْظَلة بن مالك بن زَيْد مَناة بن تَميم، وهم العبلات.
وعبد العُزَّى بن عبد شَمْس.
فمن بني أُميَّة الأكبر بن عبد شَمْس بن عبد مَنافٍ: حَرْبُ بن أُمية، كان سيِّداً، فكان من رؤساء قريش يوم الفجار.
وأبو سُفيان بن حَرْب بن أُمية، واسمه صَخرٌ، كان رئيسا للمشركين يوم أحد، ثم اسلم في الفتح.