وَمَا يتَعَلَّق بِهَذِهِ الْمَسْأَلَة وَالله أعلم قَوْله أتتوضأ على صِيغَة الْخطاب أَو الْمُتَكَلّم مَعَ الْغَيْر وَقَول النَّوَوِيّ الثَّانِي تَصْحِيف رده الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي شرح أبي دَاوُد كَمَا نَقله السُّيُوطِيّ فِي حَاشِيَته على أبي دَاوُد وبضاعة بِفَتْح الْبَاء وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وأجيز كسرهَا وَحكى بالصَّاد الْمُهْملَة وَالْحيض بِكَسْر الْحَاء وَفتح الْيَاء الْخرق الَّتِي يمسح بهَا دم الْحيض وَالنَّتن ضبط بِفتْحَتَيْنِ قيل عَادَة النَّاس دَائِما فِي الْإِسْلَام والجاهلية تَنْزِيه الْمِيَاه وصونها عَن النَّجَاسَات فَلَا يتَوَهَّم أَن الصَّحَابَة وهم أطهر النَّاس وأنزههم كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك عمدا مَعَ عزة المَاء فيهم وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك من أجل أَن هَذِه الْبِئْر كَانَت فِي الأَرْض المنخفضة وَكَانَت السُّيُول تحمل الأقذار من الطّرق وتلقيها فِيهَا وَقيل كَانَت الرّيح تلقي ذَلِك وَيجوز أَن يكون السَّيْل وَالرِّيح تلقيان جَمِيعًا وَقيل يجوز أَن الْمُنَافِقين كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك
[٣٢٦] المَاء طهُور من يَقُول يَتَنَجَّس الْقَلِيل بِوُقُوع النَّجَاسَة يحمل المَاء على الْكثير بِقَرِينَة مَحل الْخطاب وَهُوَ بِئْر بضَاعَة لَا يُنجسهُ شَيْء أَي مَا دَامَ لَا يُغَيِّرهُ وَأما إِذا غَيره فَكَأَنَّهُ أخرجه عَن كَونه مَاء فَمَا بَقِي على الطّهُورِيَّة لكَونهَا صفة المَاء والمغير كَأَنَّهُ لَيْسَ بِمَاء وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله فَقلت أَنَتَوَضَّأُ ظَاهره أَنه بِصِيغَة الْخطاب وَلذَا جزم النَّوَوِيّ أَنه الصَّوَاب لَكِن يجوز أَن يكون للمتكلم مَعَ الْغَيْر أَي أَيجوزُ لنا التَّوَضُّؤ مِنْهَا وَفِيه من مُرَاعَاة الْأَدَب مَالا يخفى بِخِلَاف الْخطاب وَفِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ أَنا نَتَوَضَّأ ذكره الْوَلِيّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute