الْكَثِيب بِالْمُثَلَّثَةِ وَآخِرِهِ مُوَحَّدَةٌ بِوَزْنٍ عَظِيمٍ الرَّمْلُ الْمُجْتَمِعُ وَفِيه اشكال من حَيْثُ أَنه كَيفَ لمُوسَى أَن يلطم ملك الْمَوْت الَّذِي جَاءَهُ من الله تَعَالَى ليقْبض روحه وَمن حَيْثُ أَنه يُفِيد أَن مُوسَى مَا كَانَ مُعْتَقدًا للْمَوْت والفناء لَهُ بل كَانَ يعْتَقد الْبَقَاء لَهُ أَو يَظُنّهُ فَانْظُر إِلَى قَول الْملك عبد لَا يُرِيد الْمَوْت وَانْظُر إِلَى قَوْله أَي رب ثمَّ مَه حَتَّى إِذا علم أَنه بِالآخِرَة الْمَوْت قَالَ فَالْآن وَالنَّاس مَا ذكرُوا فِي تَأْوِيله مَا يدْفع الْإِيرَاد بِتَمَامِهِ بل ولايفي بِبَعْضِه وَالْأَقْرَب أَن الحَدِيث من المشتبهات الَّتِي يُفَوض تَأْوِيلهَا إِلَى الله تَعَالَى لَكِن ان أول فأقرب التَّأْوِيل أَن يُقَال كَأَن مُوسَى مَا علم أَولا أَنه جَاءَهُ بِإِذن الله بِسَبَب اشْتِغَاله بِأَمْر من الْأُمُور الْمُتَعَلّقَة بقلوب الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلَمَّا سمع مِنْهُ أجب رَبك أَو نَحوه وَصَارَ ذَلِك قَاطعا لَهُ عَمَّا كَانَ فِيهِ وَلم ينْتَقل ذهنه بِمَا استولى عَلَيْهِ من سُلْطَان الِاشْتِغَال أَنه جَاءَ بِأَمْر الله حركه نوع غضب وَشدَّة حَتَّى فعل مَا فعل وَلَعَلَّ سر ذَلِك إِظْهَار وجاهته عِنْد الْمَلَائِكَة الْكِرَام فَصَارَ ذَلِك سَببا لهَذَا الأَصْل وَأما قَول الْملك لَا يُرِيد الْمَوْت فَذَاك بِالنّظرِ إِلَى ظَاهر مَا فعل من الْمُعَامَلَة وَأما قَوْله ارْجع إِلَيْهِ فَقل الخ فَلَعَلَّ ذَلِك لنقله من حَالَة الْغَضَب إِلَى حَالَة اللين ليتنبه بِمَا فعل وَأما قَول مُوسَى ثمَّ مَاذَا فَلَعَلَّهُ لم يكن لشك مِنْهُ فِي الْمَوْت بِالآخِرَة بل لتقرير أَنه لَا يستبعد الْمَوْت حَالا إِذا كَانَ هُوَ آخر الْأَمر مَآلًا وَكَون الْمَوْت آخر الْأَمر مَعْلُوم عِنْده فَلم يكن مَا وَقع مِنْهُ لاستبعاده الْمَوْت حَالا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ حِين انْتقل إِلَى حَالَة اللين علم أَن مَا وَقع مِنْهُ لَا يَنْبَغِي وُقُوعه مِنْهُ وَكَذَا علم أَن مَا جَاءَ بِهِ الْملك عِنْده من قَوْله يضع يَده الخ بِمَنْزِلَة الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يستبعد الْمَوْت أَو يُرِيد الْحَيَاة حَالا فَأَرَادَ بِهَذَا الِاعْتِذَار عَمَّا فعل وَقرر أَن الَّذِي فعله لَيْسَ لاستبعاده الْمَوْت حَالا إِذْ لَا يَجِيء ذَلِك مِمَّن يعلم أَن الْمَوْت هُوَ آخر امْرَهْ فَصَارَ كَأَنَّهُ قَالَ ان الَّذِي فعله إِنَّمَا فعله لأمر آخر كَانَ من مُقْتَضى ذَلِك الْوَقْت فِي تِلْكَ الْحَالة الَّتِي كَانَ فِيهَا وَالله تَعَالَى أعلم
(كتاب الصّيام)
الْمَشْهُور بَينهم تَقْدِيم الزَّكَاة على الصَّوْم وَذكرهَا فِي جنب الصَّلَاة وَالْوَاقِع فِي كثير من نسخ النَّسَائِيّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute