للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهم كلهم أهل الرَّحْمَة وَالرِّضَا فبه ظهر معنى سبقت رَحْمَتي غَضَبي فَإِذا نبقها بِفَتْح أَو كسر فَسُكُون مُوَحدَة وككتف أَي ثَمَرهَا وواحدته بهاء قلال بِكَسْر الْقَاف جمع قلَّة بِالضَّمِّ وَهِي الجرة وهجر بِفتْحَتَيْنِ اسْم مَوضِع كَانَ بِقرب الْمَدِينَة الفيلة بِكَسْر فَاء وَفتح تَحْتَانِيَّة جمع الْفِيل باطنان عَن أبصار الناظرين وَهَذَا لَا يستبعد عَن قدرَة الْقَادِر الْحَكِيم الْفَاعِل لما يَشَاء ثمَّ فرضت على هُوَ على بِنَاء الْمَفْعُول وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بذلك تشريف نبيه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وَإِظْهَار فَضله حَتَّى يُخَفف عَن أمته بمراجعته صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وَمَا قَالُوا أَنه لَا بُد للنسخ من الْبَلَاغ أَو من تمكن الْمُكَلّفين من الْمَنْسُوخ فَذَلِك فِيمَا يكون المُرَاد ابتلاءهم وَلَعَلَّ من جملَة أسرار هَذِه الْقَضِيَّة رفع التُّهْمَة عَن جناب مُوسَى حَيْثُ بَكَى بألطف وَجه حَيْثُ وَفقه الله تَعَالَى من جملَة الْأَنْبِيَاء لهَذَا النصح فِي حق هَذِه الْأمة حَتَّى لَا يخْطر ببال أحد أَنه بَكَى حسدا فَهَذَا يشبه قَضِيَّة رفع الْحجر ثَوْبه دفعا للتُّهمَةِ عَنهُ كَمَا ذكر الله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى فبرأه الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْد الله وجيها وَالله تَعَالَى أعلم وان أمتك لن يطيقوا ذَلِك كَأَنَّهُ علم ذَلِك من أَنهم أَضْعَف مِنْهُم جسدا وَأَقل مِنْهُم قُوَّة وَالْعَادَة أَن مَا يعجز عَنهُ القوى

<<  <  ج: ص:  >  >>