للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٢٠٧١] قيل هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله يحْتَمل أَن الْإِشَارَة إِلَى الْقَبْر أَي الْقَبْر مَقْعَدك إِلَى أَن يَبْعَثك الله إِلَى المقعد المعروض وَحَتَّى غَايَة للعرض أَي يعرض عَلَيْك إِلَى الْبَعْث ثمَّ بعد الْبَعْث تدخله ثمَّ هَذَا القَوْل يعم أهل الجنةوالنار كَمَا فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة والتخصيص بِأَهْل النَّار وَقع من الروَاة وَالله تَعَالَى أعلم

قَوْله

[٢٠٧٣] إِنَّمَا نسمَة الْمُؤمن هِيَ بِفتْحَتَيْنِ الرّوح وَالْمرَاد روح الْمُؤمن الشَّهِيد كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَات الحَدِيث طَائِر ظَاهره ان الرّوح يتشكل ويتمثل بِأَمْر الله تَعَالَى طائرا كتمثل الْملك بشرا وَيحْتَمل أَن المُرَاد أَن الرّوح يدْخل فِي بدن طَائِر كَمَا فِي رِوَايَات قَالَ السُّيُوطِيّ فِي حَاشِيَة أبي دَاوُد إِذا فسرنا الحَدِيث بِأَن الرّوح يتشكل طيرا فالأشبه أَن ذَلِك فِي الْقُدْرَة على الطيران فَقَط لَا فِي صُورَة الْخلقَة لِأَن شكل الْإِنْسَان أفضل الأشكال قلت هَذَا إِذا كَانَ الرّوح الانساني لَهُ شكل فِي نَفسه وَيكون على شكل الْإِنْسَان واما إِذا كَانَ فِي نَفسه لَا شكل لَهُ بل يكون مُجَردا وَأَرَادَ الله تَعَالَى أَن يتشكل ذَلِك الْمُجَرّد لحكمة مَا فَلَا يبعد أَن يتشكل أول الْأَمر على شكل الطَّائِر وَأما على الثَّانِي فقد أورد عَلَيْهِ الشَّيْخ علم الدّين الْعِرَاقِيّ أَنه لَا يَخْلُو أما أَن يحصل للطير الْحَيَاة بِتِلْكَ الْأَرْوَاح أَولا وَالْأول عين مَا تَقوله التناسخية وَالثَّانِي مُجَرّد حبس للأرواح وتسجن وَأجَاب السُّبْكِيّ بِاخْتِيَار الثَّانِي وَمنع كَونه حبسا وتسجنا لجَوَاز أَن يقدر الله تَعَالَى فِي تِلْكَ الأجواف من السرُور وَالنَّعِيم مَالا يجده فِي الفضاء الْوَاسِع وَلِهَذَا الْكَلَام بسط ذكرته فِي حَاشِيَة أبي دَاوُد تعلق فِي شجر الْجنَّة هَكَذَا فِي بعض النّسخ بِثُبُوت قَوْله تعلق وَسقط فِي بَعْضهَا وَهُوَ بِضَم اللَّام وَقيل أَو بِفَتْحِهَا وَمَعْنَاهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>