[٢٠٧٧] كل بن آدم أَي جَمِيع أَجْزَائِهِ وأعضائه والقضية جزئية بِالنّظرِ إِلَى أَفْرَاد بن آدم ضَرُورَة أَن الله حرم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء الا عجب الذَّنب هُوَ بِفَتْح مُهْملَة وَسُكُون جِيم أصل الذَّنب وَظَاهر الحَدِيث أَنه يبْقى قيل هُوَ عظم لطيف هُوَ أول مَا يخلق من الْآدَمِيّ وَيبقى مِنْهُ ليعاد تركيب الْخلق عَلَيْهِ وَهَذَا هُوَ الْمُوَافق لما روى بن أبي الدُّنْيَا عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وماهو قَالَ مثل حَبَّة خَرْدَل وَقَالَ المظهري أَرَادَ طول بَقَائِهِ لَا أَنه لَا يبلي أصلا لِأَنَّهُ خلاف المحسوس وَقيل أَمر الْعجب عجب فَإِنَّهُ آخر مَا يخلق وَأول مَا يخلق يخلق الأول بِفَتْح الْيَاء أَي يصير خلقا وَالثَّانِي بضَمهَا مِنْهُ خُلِقَ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ أَيْ أَوَّلُ مَا خُلِقَ مِنَ الْإِنْسَانِ هُوَ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْقِيهِ إِلَى أَنْ يُرَكَّبَ الْخَلْقُ مِنْهُ تَارَة أُخْرَى وعَلى مَا قَالَ المظهري ثمَّ يُعِيدهُ أَولا ليخلق مِنْهُ تَارَة أُخْرَى وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله كَذبَنِي من التَّكْذِيب أَي أنْكرت مَا أخْبرت بِهِ من الْبَعْث وَأنْكرت قدرتي عَلَيْهِ بِأَعَز بأثقل بل الْكل على حد سَوَاء يُمكن بِكَلِمَة كن هَذَا بِالنّظرِ إِلَيْهِ تَعَالَى وَأما بِالنّظرِ إِلَى عُقُولهمْ وعادتهم فآخر الْخلق أسهل كَمَا قَالَ تَعَالَى وَهُوَ أَهْون عَلَيْهِ فَلَا وَجه للتكذيب أصلا
[٢٠٧٨] وَأما شَتمه أَي ذكره أَسْوَأ كَلَام وأشنعه فِي حَقي وان كَانَت الشناعة فِي الأول أَيْضا مَوْجُودَة بِنِسْبَة الْكَذِب إِلَى اخباره وَالْعجز إِلَيْهِ تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا لَكِنَّهَا دون الشناعة فِي هَذَا يظْهر ذَلِك إِذا نظر النَّاظر إِلَى كَيْفيَّة تَحْصِيل الْوَلَد والمباشرة بأسبابه مَعَ النّظر إِلَى غَايَة نزاهته تَعَالَى وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى تكَاد السَّمَاوَات يتفطرن مِنْهُ وتنشق الأَرْض وتخر الْجبَال هَذَا وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله حِين حَضرته الْوَفَاة ظرف لِلْقَوْلِ الْمُتَأَخر لَا للاسراف الْمُتَقَدّم اسحقوني قيل روى اسحكوني واسهكوني وَالْكل بِمَعْنى وَهُوَ الدق والطحن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute