للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلني تصلني حياتي ... وامنن علي بقبله

وله:

يا من يجود بدائه ... لا تبخلن بدوائه

واعطف على قلب غدا ... مثواك في سودائه

وانضح بماء الوصل نا ... ر الهجر في أحشائه

أمرضته بجفونك ال ... مرضى فجد بشفائه

[٤٦- أبو محمد عبد المعطي بن محمد السرقوسي]

عالم بالمنطق والحساب، وله:

أطلب الرزق حيث كان من الأر ... ض، فإن الفقير كالمفقود

وإذا ضاقت البلاد بحر ... سار عنها إلى مكان جديد

[٤٧- أبو محمد عبد الوهاب بن عبد الله بن مبارك]

من أهل الديانة من شعره:

نفسي الفداء لظبي ... قد جاز في التيه حده

حكى القضيب انعطافاً ... كما حكى الليث نجده

بالدمع طرز خدي ... مذ طرز الشعر خده

كأنه بدر تم ... في الأفق قابل سعده

يا ليته بات عندي ... أو ليتني بت عنده

يا عاذلي فيه دعه ... يطل كما شاء صده

فإنما هو مولى ... أضحى يؤدب عبده

ومنه:

إذا المرء لم يعرف بجدٌ ولا أب ... ولم يشتهر في الناس إلا بأمه

فلا تسألن عن حاله فهو ساقطٌ ... وإن لم يشع في الناس أسباب ذمه

ومنه:

تأمل لعل الله يعقبك الهدى ... فشاهد ذاك العقل إن لم يكن محك

أليس الذي قد نظم العقد بدأة ... ينظمه عوداً إذا انتثر السلك

[٤٨- أبو بكر عتيق بن عبد الله [بن رحمون الخولاني] المقرئ]

من شعره:

لا تخش في بلدة ضياعاً ... حيث حياةٌ فثم رزق

قد ضمن الله للبرايا ... رزقهم فالعناء حمق

ومنه:

عارض فيه عذارٌ ... ذاك ليلٌ ونهار

هو في الجوهر ماءٌ ... وهو في التوريد نار

كتب الحسن عليه ... أنه حتف معار

من رآه فهو صب ... ماله عنه اصطبار

أيها البدر المفدى ... أدمعي فيك بدار

سحر عينيك رمتني ... أسهم منه غرار

فمتى لي عنك سلوا ... ن وفي الصدر أوار

أنت لي حتف قتولٌ ... ليس لي منه فرار

إن أرم عنك عزاء ... فهو في النفس بوار

[إلى أن] يقول في مدحه:

ملكٌ تحسد فيه ... آل قحطان نزار

[٤٩- العابد أبو بكر عتيق بن علي بن داود المعروف بالسمنطاري]

أحد عباد الجزيرة المجتهدين، وزهادها العالمين، وممن رفض الأولى ولم يتعلق منها بسبب، وطلب الأخرى وبالغ في الطلب، وسافر إلى الحجاز فحج وساح في البلدان، من أرض اليمن والشام إلى أرض فارس وخراسان، ولقي من بها من العباد، وأصحاب الحديث والزهاد، فكتب عنهم ما سمع، وصنف كل ما جمع.

وله في دخول البلدان ولقياه العلماء كتاب بناه على حروف المعجم في غاية الفصاحة، وله في الرقائق وأخبار الصالحين كتاب كبير لم يسبق إلى مثله في نهاية الملاحة، وفي الفقه والحديث تأليف حسان، في غاية الترتيب والبيان.

وله شعر في الزهد ومكابد الزمان، فمنه قوله:

فننٌ أقبلت وقومٌ غفول ... وزمانٌ على الأنام يصول

ركدت فيه لا تريد زوالاً ... عم فيها الفساد والتضليل

أيها الخائن الذي شأنه الإث ... م وكسب الحرام ماذا تقول؟

بعت دار الخلود بالثمن البخ ... س بدنيا عما قريب تزول

[٥٠- أبو سعيد عثمان بن عتيق [الصفار الكاتب]]

له من قصيدة في الأمير المعتصم أبي يحيى محمد بن معن بن صمادح:

فاض عقيق الدمع فوق البهار ... وانحدر الطل على الجلنار

واجتمع الغصنان لكن ذا ... ذاوٍ وهذا يانع ذو اخضرار

وكاد ذا ينقد من لينه ... وكاد هذا يعتريه انكسار

واضطرمت في القلب نار الجوى ... فهذه الأدمع منها شرار

[٥١- أبو الحسن علي بن أحمد بن زين الخد الأزدي]

من شعر

تهلل وجه الدهر بعد قطوب ... وأشرق نجم السعد بعد مغيب

وآذنت الأيام إيذان منعم ... بإسعاد صب أو قفول حبيب

فبت رحيب الصدر ذا أريحيةٍ ... ومن قبل ما قد كان غير رحيب

ومما شجى قلبي وشيب مفرقي ... مراغمةً من قبل حين مشيبي

كتابٌ أتاني فيه غدر أحبةٍ ... وفيت لهم في حضرةٍ ومغيب

٥٢- أبو الحسن علي بن أبي إسحاق إبراهيم الوداني

<<  <   >  >>