منحت سواد القلب صفو ودادكم ... وقسمته بين الحشا وضلوعي
فإن كنت لا تأسى لبعدي فإنني ... لبعدك وجداً ما تجف دموعي
[٧٠- أبو حفص عمر بن عبد النور، يعرف بابن الحكار]
فاضل عالم، نظار، محقق، حسن الكلام والتأليف، أديب شاعر، حسن القول.
[من شعره يمدح الإمام مالك] :
تأملت علم المرتضين أولي النهى ... فأفضلهم من ليس في جده لعب
ومن فقهه مستنبط من حديثه ... رواه بتصحيح الرواية والنخب
وما مالك إلا الهدى ولذا اهتدى ... به أمم من سائر العجم والعرب
وقال أيضاً:
ومالك هو نور قد أضاء لنا ... بعلمه، فجلونا ظلمة السدف
لا يبتدي سائلا بالوعد يصرفه ... ولا يحيل على الأوراق والصحف
ولا يجيب جواباً ثم يتبعه ... نقضاً، ولكن برأي غير مختلف
[٧١- الفقيه أبو حفص عمر بن مازوز بن خليل اللواتي]
من فقهاء صقلية ومشاهيرها. وكان شاعراً أديباً. وهو القائل يفخر بقومه لواتة من قصيدة أولها:
لمن تعزى المكارم والأيادي ... ورد الخيل داهية الهوادي
سوى قومي الذين سمت نفوس ... بهم شرفاً إلى السبع الشداد
وله أيضاً:
أأجازيك أم أعاديك سفلا ... أم تراني أراك للسب أهلا
سب ما شئت لست ممن يجاري ... أنا بالسب إن سببتك أولى
وله:
إذا سبني وغدٌ تزيدت رفعةُ ... وما العار إلا أن تراني أساببه
ولو لم تكن نفسي علي كريمة ... لأمكنتها من كل وغدٍ تجاوبه
كفي حزناً أن وغداً مخاطبي ... وبالوغد فخر لمن شاء يخاطبه
[٧٢- أبو حفص عمر]
له:
إن من تعذلونني في هواه ... ماله في تكامل الحسن شبه
كل عضوٍ إليه قلب مشوقٌ ... مثلما كل مفصلٍ منه وجه
وله:
أرسلت سهم اللحظ مقتنصاً ... فأصابني ورميتي محمي
ما خلت أن الرامي المرمي ... حتى رأيت دمي على سهمي
[٧٣- الأمير أبو محمد عمار بن المنصور الكلبي]
من أفاضل العلماء، وسادات الأمراء، ذو يدٍ في الفقه والحديث.
ومن شعره:
تقول لقد رأيت رجال نجدٍ ... وما أبصرت مثلك من يمان
ألفت وقائع الغمرات حتى ... كأنك والوقائع توأمان
وتقتحم الحروب رخي بالٍ ... كأنك من رداها في أمان
إلى كم ذا الهجوم على المنايا ... وكم هذا التعرض للطعان؟
فقلت لها لكل الناس عذرٌ ... ولا عذرُ لكلبي جبان
ويقول في ابن عمه شكاية:
ظننتك سيفاً أنتضيك على العدى ... وما خلت أني أنتضيك على نفسي
وجئتك أبغي رفعةً وكراماً ... فأمسيت مقهوراً بقربك في حبس
وله:
لولاك ما اجتمع الضدان في قرنٍ ... قلبٌ حريقٌ ودمعٌ واكفٌ جار
فكيف أسلو وطرفي منك في غرقٍ ... لا يستقل وقلبي منك في نار
وله:
وصاحب سر قد سترت سراره ... بسترٍ حصينٍ لا يرام له هتك
فزاد اختباري بعد ذا فجحدته ... فمر قد استولى على عقله الشك
[٧٤- القائد أبو الفتوح ابن القائد بدير المكلاتي]
سند الدولة، حاجب السلطان له:.
يس في الدنيا سرور ... إنما الدنيا هموم
وإذا كان سرورٌ ... فقليل لا يدوم
تركها أفضل منه ... ذا بهذا لا يقوم
[٧٥- أبو محمد القاسم بن عبد الله التميمي]
فمن ذلك قوله من قصيدة يذكر فيها فتنة أهل صقلية، وشدة حربهم ودخول الفرنج إليهم:
أبيت وجفني من جفائك نائم ... وقلت بما قالته فيك اللوائم
لما [ ... ] إلا لها منك نظرة ... كأن لها حسناً من اللحظ قادم
وعهدي بذاك الدر غير مثقب ... فكيف أجادته بفيك النواظم
وعندي حديث لو أمنت أذعته ... ألا حبذا غيب تعيه المناسم
وإن كان لا يرويك إلا مدامعي ... فلا قر لي نهر من الدمع ساجم!
رعى الله أياماً لنا ولياليا ... بخيف منى والنائبات نوائم
زمانٌ تصيد اللهو أشراك لمتي ... وتحسبني فيها الظباء النواعم
أيا ظبية الوادي محلك مهجتي ... ومرعاك في قلبي الذي بك هائم
لو أنك في حل الشباب حللت لي ... ولكن أيام المشيب محارم