للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تنفع العبرات عند صدوده ... أحداً ويرهب أن يقال له: صل

داريت قسوته بلين تلطفي ... والصعب تعطفه يد المتحيل

وإذا بليت بهاجر فاصبر له ... فالماء ينبط من صفاة الجندل

لأسابقن غداً لتهنئة العلى ... ولآخذن بشارة المستعجل

ولأهدين إلى الخلافة إنها ... تعلى وتحمد بعد أحمد في علي

سردت يد الجدري فوق أديمه ... حلق الدروع مقدرات المدخل

ولقبلها لبس الدروع مسوماً ... في موكب كدر العجاجة جحفل

الله هناك السلامة في الذي ... سيء العدو به كما سر الولي

داويت بالصدقات معضل دائه ... والبر يدفع كل داء معضل

وقوله من أخرى يمدحه فيها وولده مؤيد الدولة، أولها:

انجري بعض موعدي ... كم تمنين بالغد

أنا راض ببلة ال ... ريق للحائم الصدي

نصب الكاشحون لي ... كل عين بمرصد

سبني أن عشقته ... جائر الحكم معتدٍ

سب ما شئت لا ترع ... بلساني ولا يدي

خوطة في قرارة ... أينعت في قرى ند

ظلها في عرين ور ... د من الأسد ملبد

لا أطيق الفداء من ... هـ بشيء فأفتدي

غير أني مؤيد ... بالأمير المؤيد

ولقد قلت للحوا ... دث: قومي واقعدي

أنا في ذمة الأمي ... ر علي بن أحمد

حط رحلي بداره ... بين نسر وفرقد

هذه الدولة التي ... كنت أرجو لمجتد

وله من قصيدة يمدح فيها الأمير مستخلص الدولة الحسن بن ثقة الدولة، أولها:

يا قلب ويحك قد خلقت ضعيفا ... أفلا تزال على هوى موقوفا

حتام أنت بذات طرفٍ ساحرٍ ... لا تستبل بحنةٍ مطروفا

خفت حصاتك يوم خف قطينها ... هل كنت تحذر للقطين خفوفا؟

وكأن قيم ركبها مستوفز ... ضربوا له أجلاً فحث عنيفا

ساروا بها والبدر من أترابها ... يتنقصون تمامه تحييفا

قد كان في حال الكمال كوجهها ... فغدا كحاجبها أزج نحيفا

يا من رأى القمر المنير بهودج ... متجللا غير السحاب سجوفا

نظمت له أيدي القيان بلؤلؤ ... مثل النجوم قلائداً وشنوفا

غم الهلال فأطلعته بوجهها ... في هالة جعلت عليه نصيفا

وتخيلت للعين حمر برودها ... شفقا أحاط به وكن شفوفا

يا رب ليل بت أنشد صبحه ... وكأنني أضللت منه تليفا

ليلا حسبت به المجرة جدولاً ... وحسبت أنجمها حصى مرصوفا

ولعله بعد اليبيس مروح ... بندى الحنين فأرتعيه خريفا

ملك تنطق بالملوك أبوة ... وبنوة فأتى بهم محفوفا

مستخلص الخلفاء وابن ملوكها ... وأبوهم ما بل بحر صوفا

لو لم تفز بتليد مجدك في العلى ... حظاً لفزت بمن ولدت طريفا

وقوله فيه أيضاً:

نظرت فقلت هو الغزال الأدعج ... وتبسمت فإذا النقي الأفلج

وشككت بين مذكر ومؤنثٍ ... فيها فأنبا باليقين الأبلج

ريحانة برد النعيم يظلها ... لو كان فيه للمظل تولج

إحدى حبالات القلوب لقلما ... ينجو إذا نصبت له المتحرج

لا يخدعنك بالكناس نعامها ... إن العرين به زئير مزعج

ذو لبدةٍ منع الجواز كأنما ... منه على الصحراء باب مرتج

أنيابه شفراته ولهاته ... تنوره فالنيء فيها منضج

أغمامة برقت بها أم هودجٌ ... أم تلك أحلام بنوم تهلج

ما خلت قبلك والمخالة حيرة ... إن الإيناس على بعير يخدج

صار الأراك على الغزالة كلةً ... والمرد أزراراً عليها تسرج

هون عليك بمن نواه كهجره ... أيبكر الحادي به أم يدلج

فيم الصبابة بعد ما ذهب الصبي ... سن مذكية ورأس أخرج

إن الذي قد كان يحسن في الهوى ... بالأمس منك اليوم شيء يسمج

لم يبق يا شرخ الشباب بلمتي ... إلا دريس من ثيابك منهج

ست من العشرات خلف حقيبتي ... طويت كما طوي الكتاب المدرج

فاصرف هواك إلى الثناء على الذي ... يثني صروف الدهر عنك فتفرج

الخاتم الأملاك لولا ناشئ ... من صلبه يلد الملوك متوجٌ

قمر أبوه البدر إلا أنه ... تم وذاك حين يولد مخدج

<<  <   >  >>