وحَدثني أَحْمد بن مُحَمَّد الثوابي، عَن ابْن ذِي القلمين قَالَ: بعث عبيد اللَّهِ بن السرى إِلَى عبد اللَّهِ بن طَاهِر لما ورد مصر جمَاعَة صانعوه من دُخُولهَا بِأَلف وصيف ووصيفة، مَعَ كل وصيف ألف دِينَار فِي كيس حَرِير وَبعث بهم إِلَيْهِ لَيْلًا فَرد ذَلِك عبد اللَّهِ عَلَيْهِ وَكتب إِلَيْهِ: لَو قبلت هديتك لَيْلًا لقبلتها نَهَارا {بل أَنْتُم بهديتكم تفرحون ارْجع إِلَيْهِم فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا ولنخرجنهم مِنْهَا أَذِلَّة وهم صاغرون} قَالَ: فَحِينَئِذٍ طلب الْأمان مِنْهُ وَخرج إِلَيْهِ.
قَالَ أَحْمد بن أبي طَاهِر: خرج عبيد اللَّهِ بن السّري إِلَى عبد اللَّهِ بن طَاهِر يَوْم الْخَمِيس لخمس بَقينَ من رَجَب سنة أحدى عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَأدْخل عبد اللَّهِ ابْن السرى لسبع بَقينَ من رَجَب وَأنزل مَدِينَة أبي جَعْفَر الْمَنْصُور. قَالَ: وَأقَام عبد اللَّهِ بن طَاهِر بِمصْر واليا عَلَيْهَا وَسَائِر الشأم.
حَدثنِي طَاهِر بن خَالِد بن نزار الغساني قَالَ: كتب الْمَأْمُون إِلَى عبد اللَّهِ بن طَاهِر وَهُوَ بِمصْر حِين فتح مصر فِي أَسْفَل كتاب لَهُ: -
(أخي أَنْت ومولاي ... الَّذِي أشكر نعماه)
(فَمَا أَحْبَبْت من أَمر ... فَإِنِّي الْيَوْم أهواه)
(وَمَا تكره من شَيْء ... فَإِنِّي لست أرضاه)
(لَك اللَّهِ على ذَاك ... لَك اللَّهِ لَك اللَّهِ)
وحَدثني عبد اللَّهِ بن أَحْمد بن يُوسُف: إِن أَبَاهُ كتب إِلَى عبد اللَّهِ بن طَاهِر عِنْد خُرُوج عبيد اللَّهِ بن السّري يهنئه بذلك الْفَتْح عَلَيْهِ: بَلغنِي أعز اللَّهِ الْأَمِير