للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "فإذا كان الرَّبُّ عزَّ وجل قد جعلهم شهداء، لم يشهدوا بباطل، فإذا شهدوا أن الله أمر بشيءٍ فقد أمر به، وإذا شهدوا أن الله نهى عن شيءٍ فقد نهى عنه" (٢).

وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (٣).

وقال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (٤).

فهاتان الآيتان توجبان اتباع سبيل المؤمنين وتثبتان الوعيد على المخالفة لهم، ووجه الاستدلال أن الله -سبحانه وتعالى- جمع بين مشاقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين مخالفة المؤمنين في الوعيد، فلو كان اتباع غير سبيل المؤمنين مباحًا لما جمع بينه وبين المحظور، ومتابعة غير سبيلهم تقع بمخالفة أقوالهم وأفعالهم (٥).


(١) سورة البقرة، آية ١٤٣.
(٢) الفتاوى، ١٩/ ١٧٧ - ١٧٨.
(٣) سورة آل عمران، آية ١١٠.
(٤) سورة النساء، آية ١١٥.
(٥) ينظر: الإبهاج شرح المنهاج، يعلى بن عبد الكافي وولده ٢/ ٣٥٣، ومفتاح الجنَّة في الاحتجاج بالسُّنَّة، السيوطي، ص ٢٤ - ٢٥.

<<  <   >  >>