للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَحْسِين الْحَبْس

سبق إِلَيْهِ وتفرّد بِهِ عليّ بن الجهم حَيْثُ يَقُول: قَالُوا حبست، فَقلت لَيْسَ بضائري ... حبسي، وأيّ مهند لَا يغمد أَو مَا رَأَيْت اللَّيْث يألف غيله ... كبرا، وأوباش السبَاع تردد والبدر يُدْرِكهُ السرَار فتنجلي ... أَيَّامه، وَكَأَنَّهُ متجدد وَالْحَبْس مَا لم تغشه لدنيّة ... شنعاء، نعم الْمنزل المتورد بَيت يجدد للكريم مَحَله ... ويزار فِيهِ وَلَا يزور، فيحمد وَكَانَ الْمبرد يَقُول: لله در عليّ بن الجهم إِذْ تفرد بِذكر إغماد السَّيْف وسلّه، فِي قَوْله: " وأيّ مهند لَا يغمد "، وَقَوله: مَا ضره إِذْ بزّ عَنهُ غطاؤه ... فالسيف أهيب مَا يرى مسلولاً وَسمعت أَبَا بكر الْخَوَارِزْمِيّ يَقُول: لم يسمع فِي الاستهانة بِالْحَبْسِ وَالْجَلد على عُقُوبَة السُّلْطَان أحسن وأكذب من قَول بعض الْأَعْرَاب: وَمَا السجْن إِلَّا ظلّ بَيت سكنته ... وَمَا السَّوْط إِلَّا جلدَة وَافَقت جلدا

تَحْسِين الْأَيْمَان الكاذبة

لم أسمع فِيهِ إِلَّا قَول ابْن الرُّومِي، وَهُوَ من بدائعه الَّتِي هُوَ ابْن بجدتها وَأَبُو عذرتها: وَإِنِّي لذُو حلف كَاذِب ... إِذا مَا اضطررت وَفِي الْحَال ضيق وَهل من جنَاح على مُسلم ... يدافع بِاللَّه مَا لَا يُطيق وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا ابتليتم بالسلطان فخرّقوا أَيْمَانكُم بِالْكَذِبِ، ورقّعوها بالاستغفار.

<<  <   >  >>