وَعبد الْكَرِيم فَقَالَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد عَنِ ابْن عَبَّاس مَوْصُولا قَالَ السفياني فرواية يَزِيد بْن هَارُون أولى بِالصَّوَابِ لَكِن إِذا انضمت هَذِهِ الطّرق إِلَى الطَّرِيق الْأُخْرَى المباينة لَهَا فِي أَعْيَان رجالها إِلَى ابْن عَبَّاس علم أَن للْحَدِيث أصلا وَذَاكَ مَا كَانَ يخْشَى منْ تَفَرّد الْفَضْل بْن مُوسَى وَشَيْخه.
وَلِلْحَدِيثِ مَعَ ذَلِكَ شَاهد عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه أَخْرَجَهُ الخلالي والطَّبَرَانِيّ منْ طَرِيق عَبْد الْكَرِيم بْن مَالك الجَزَريّ وَأخرجه البَيْهَقيّ منْ طَرِيق معقل بْن عبد الله الْجَزرِي كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الزُّبَير عَنْ جَابِر وَرِجَال الطَّرِيقَيْنِ موثوقون إِلَّا أَن الزُّبَير وصف بالتدليس وَلم أره منْ حَدِيثه إِلَّا بالعنعنة، وَقَدْ قَالَ الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصر السّنَن إِسْنَاده صَالح وَسُئِلَ عَنْهُ أَحْمَد فِيمَا حَكَاهُ الخلَّال فَقَالَ لَيْسَ لَهُ أصل وَلَا يثبت عَن النَّبِي قَالَ الْحَافِظ ابْن حُجْر: فَلَو انضمت هَذِهِ الطَّرِيق إِلَى مَا تقدم منْ طَرِيق حَدِيث ابْن عَبَّاس لَمْ يتَوَقَّف الْمُحدث عَنِ الحكم بِصِحَّة الْحَدِيث وَلَا يلْتَفت إِلَى مَا وَقع من أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ حَيْثُ ذكر هَذَا الْحَدِيث فِي الموضوعات وَلم يذكر منْ طرقه إِلَّا الطَّرِيق الَّتِي أخرجهَا الخلَّال منْ طَرِيق أَبِي الزُّبَير عَنْ جَابِر وَاعْتمد فِي بُطْلَانه عَلَى مَا نَقله الخلَّال عَنْ أَحْمَد فأبان ذَلِكَ عَنْ قلَّة إطلاع ابْن الْجَوْزِيّ وَغَلَبَة التَّقْلِيد عَلَيْهِ حَتَّى حكم بِوَضْع الْحَدِيث بِمُجَرَّد مَا جَاءَ عَنْ إِمَامه وَلَو عرضت هَذِهِ الطّرق عَلَى إِمَامه لاعترف عَلَى أَن للْحَدِيث أصلا وَلكنه لَمْ تقع لَهُ فَلذَلِك لم أر مثله فِي مُسْنده وَلَا فِيمَا يرْوى عَنْهُ ذكرا أصلا لَا منْ طَرِيق عَبَّاس وَلَا منْ طَرِيق جَابِر سوى مَا سَأَلَهُ عَنْهُ الخلَّال وَهُوَ مَعْذُور فِي جَوَابه بِالنِّسْبَةِ لتِلْك الطَّرِيق بخصوصها انْتهى كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر.
وَقَدْ أخرج هَذَا الْحَدِيث الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن عَبْد اللَّه الترقعي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كثير المَصِّيصيّ حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ هَارُون بن ربَاب وحسين بن الشَّهِيد عَن عبد الله ابْن عُبَيْد بْن عُمَير عَنِ ابْن عَبَّاس فَذكره وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من طَرِيق أَبى دَاوُد وَمن طَرِيق أَبى عَمْرو الضَّرِير عَن حَمَّاد بْن سَلمَة عَن عَبْد الْكَرِيم بْن مَالك عَنْ أَبِي الزُّبَير وَمن طَرِيق عَبْد الله عَن أبي الزبير وَأخرجه الشّافعيّ فِي الْأُم وَأخرج ابْن سعد وَابْن مَنْدَه فِي الْمعرفَة من طَرِيق سُلَيْمَان بن عبيد الله الرقي عَن مُحَمَّد بن أَيُّوب الرقي عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ عَبْد الْكَرِيم عَنْ أَبِي الزُّبَير عَنْ هِشَام مَوْلَى رَسُول الله قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِيّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لي امْرَأَة لَا تدفع يَد لامس قَالَ طَلقهَا قَالَ إِنَّهَا تعجبني قَالَ فتمتع بهَا، قَالَ ابْن مَنْدَه رَوَاهُ جمَاعَة عَنِ الثَّوْرِيّ عَنْ عَبْد الْكَرِيم قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الزُّبَير عَنْ مَوْلَى بني هَاشم عَن النَّبِي وَلم يمسهُ وَهَذَا أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي سنَنه قَالَ ابْن مَنْدَه وَرَوَاهُ عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو عَن عَبْد الْكَرِيم بْن أَبِي الزُّبَير عَنْ جَابِر واللَّه أَعْلَم.
(ابْن عدي) حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن بْن قُتَيْبَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعيد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute