ثَالِثًا قَالَ الأَمَانَ قَالَ عُمَرُ رَبُّكَ يُعْطِيكَ الأَمَانَ فَلَمَّا ضَرَبَهُ رَابِعًا قَالَ وَاغَوْثَاهُ فَقَالَ الْغَوْثُ عِنْدَ الشِّدَّةِ فَلَمَّا ضَرَبَهُ عَشْرًا قَالَ يَا أَبَتِي قَتَلْتَنِي قَالَ يَا بُنَيَّ ذَنْبُكَ يَقْتُلُكَ فَلَمَّا ضَرَبَهُ ثَلاثِينَ قَالَ أَحْرَقْتَ وَاللَّهِ قَلْبِي قَالَ يَا بُنَيَّ النَّارُ أَشَدُّ حَرًّا فَلَمَّا ضَرَبَهُ أَرْبَعِينَ قَالَ: يَا أَبَتِي دَعْنِي أَذْهَبُ عَلَى وَجْهِي قَالَ يَا بُنَيَّ إِذَا أَخَذْتُ حَدَّ اللَّهِ مِنْ جَنْبِكَ اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ فَلَمَّا ضَرَبَهُ خَمْسِينَ قَالَ نَشَدْتُكَ بِالْقُرْآنِ لَمَا جَلَّيْتَنِي قَالَ يَا بُنَيَّ هَلا وَعَظَكَ الْقُرْآنُ وَزَجَرَكَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى يَا غُلامُ اضْرِبْ فَلَمَّا ضَرَبَهُ سِتِّينَ قَالَ يَا أَبِي أَغِثْنِي قَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ إِذَا اسْتَغَاثُوا لَمْ يُغَاثُوا فَلَمَّا ضَرَبَهُ سَبْعِينَ قَالَ يَا أَبَتِ اسْقِنِي شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّ رَبَّكَ يُطَهِّرُكَ فَيَسْقِيكَ مُحَمَّد شَرْبَةً لَا تَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا يَا غُلامُ اضْرِبْ فَلَمَّا ضَرَبَهُ ثَمَانِي قَالَ يَا أَبَتِ السَّلامُ عَلَيْكَ قَالَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ إِنْ رَأَيْتَ مُحَمَّدًا فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ خَلَّفْتُ عُمَرَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيُقِيمُ الْحُدُودَ يَا غُلامُ اضْرِبْهُ فَلَمَّا ضَرَبَهُ تِسْعِينَ انْقَطَعَ كَلامُهُ وَضَعُفَ فَوَثَبَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ فَقَالُوا يَا عُمَرُ انْظُرْ كَمْ بَقِيَ فَأَخِّرْهُ إِلَى وَقْتٍ آخَرَ فَقَالَ كَمَا لَا تُؤَخَّرُ الْمَعْصِيَةُ لَا تُؤَخَّرُ الْعُقُوبَةُ فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أُمِّهِ فَجَاءَتْ بَاكِيَةً صَارِخَةً وَقَالَتْ يَا عُمَرُ أَحُجُّ بِكُلِّ صَوْتٍ حِجَّةً مَاشِيَةً وَأَتَصَدَّقُ بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا، قَالَ الْحَجُّ وَالصَّدَقَةُ لَا تَنُوبُ عَنِ الْحَدِّ يَا غُلامُ أَتِمَّ الْحَدَّ فَلَمَّا كَانَ آخِرُ سَوْطٍ سَقَطَ الْغُلامُ مَيِّتًا فَقَالَ عُمَرُ يَا بُنَيَّ مَحَّصَ اللَّهُ عَنْكَ الْخَطَايَا وَجَعَلَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ أُمِّهِ وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ بِأَبِي مَنْ قَتَلَهُ الْحَقُّ بِأَبِي مَنْ مَاتَ عِنْدَ انْقِضَاءِ الْحَدِّ بِأَبِي، يَرْحَمْهُ أَبُوهُ وَأَقَارِبُهُ فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ أَعْظَمُ مِنْهُ وَضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَقْبَلَ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ إِنِّي أَخَذْتُ وِرْدِي مِنَ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ رَسُول الله فِي الْمَنَامِ وَإِذَا الْفَتَى مَعَهُ عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَتانِ فَقَالَ رَسُولُ الله أَقْرِئْ عُمَرَ مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ هَكَذَا أَمَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَتُقِيمَ الْحُدُودَ وَقَالَ الْغُلامُ أَقْرِئْ أَبِي مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ طَهَّرَكَ اللَّهُ كَمَا طهرتني، مَوْضُوع: فِيهِ مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس فِي حَدِيث أَبِي شحمة لَيْسَ بِصَحِيح.
وَقَدْ رَوَى منْ طَرِيق عَبْد القدوس بْن الحَجَّاج عَنْ صَفْوَان عَنْ عُمَر وَعبد القدوس كَذَّاب يضع وَصَفوَان بَينه وبَيْنَ عُمَر رجال وَالَّذِي ورد فِي هَذَا مَا ذكره الزُّبَير بْن بكار وَابْن سَعْد فِي الطَّبَقَات وَغَيرهمَا أَن عَبْد الرَّحْمَن الْأَوْسَط منْ أَوْلَاد عُمَر ويكنى أَبَا شحمة كَانَ بِمصْر غازيًا فَشرب لَيْلَة نبيذًا فَخرج إِلَى السكر فجَاء إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقَالَ أقِم عَلَى الْحَد فَامْتنعَ فَقَالَ لَهُ أخبر أَبِي إِذا قدمت عَلَيْهِ فَضَربهُ الْحَد فِي دَاره وَلم يُخرجهُ فَكتب إِلَيْهِ عُمَر يلومه ويَقُولُ أَلا فعلت بِهِ مَا تفعل بِجَمِيعِ الْمُسلمين فَلَمَّا قدم عَلَى عُمَر ضربه وَاتفقَ أَنَّهُ مرض فَمَاتَ.
(الْخَطِيب) حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيز بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute