للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَبْقَ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الأَنْصَارِ امْرَأَةٌ وَلا رَجُلٌ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ تُحْفَةً وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ شَيْئًا أُتْحِفُكَ بِهِ فَهَذَا وَلَدِي فَاسْتَخْدِمْهُ مَا بَدَا لَكَ قَالَ أَنَسٌ فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا سبني سبة قَطُّ وَلا عَبَسَ فِي وَجْهِي قَطُّ وَلا زَبَرَنِي قَطُّ وَكَانَ وَصِيَّتُهُ إِيَّايَ أَنْ قَالَ يَا بُنَيَّ احْفَظْ سِرِّي تَكُ مُؤْمِنًا فَمَا كَشَفْتُ سِرَّهُ لأَحَدٍ قَطُّ ثُمَّ قَالَ لِي يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ تُحِبَّكَ حَفَظَتُكَ وَيَزْدَادُ فِي عُمُرِكَ يَا بُنَيَّ وَبَالِغْ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ تَخْرُجْ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلا ذَنْبَ عَلَيْكَ قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمُبَالَغَةُ فِي الْغُسْلِ قَالَ تُبْلِغُ الْمَاءَ أُصُولَ الشَّعْرِ وَتُنْقِي الْبَشَرَةَ وَلا تزَال تصلي فَإِن الْمَلَائِكَة تصلي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي وَإِيَّاكَ وَالالْتِفَاتَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ فِيهَا الْهَلَكَةَ فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ ملتفتا فِي التَّطَوُّعِ لَا فِي الْفَرِيضَةِ يَا بُنَيَّ إِذَا كُنْتَ عِنْدَ الرُّكُوعِ فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَافْرِجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ وَجَافِ عَضُدَيْكَ عَنْ مِرْفَقَيْكَ وَإِذَا كُنْتَ فِي السُّجُودِ فَلا تَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْكَ افْتِرَاشَ السَّبْعِ وَلَا تنقر نقر الديك وَلَا تُقْعِ إِقْعَاءَ الْكَلْبِ وَإِذَا كُنْتَ فِي الْقَعْدَةِ فَضَعْ ظَهْرَ قَدَمَيْكَ عَلَى الأَرْضِ وَضَعْ أَلْيَتَيْكَ عَلَى بَطْنِ قَدَمِكَ الْيُسْرَى وَانْصِبْ قَدَمَكَ الْيُمْنَى بحذاء الْقبْلَة فَإِن فَعَلْتَ ذَلِكَ أَحْيَيْتُ سُنَّتِي وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحْيَانِي وَمَنْ أَحْيَانِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ وَإِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ تَرْجِعْ إِلَى مَنْزِلُكَ وَقَدْ زِيدِ فِي حَسَنَاتِكَ.

يَا بني فَإِذا أَنْت دخلت مَنْزِلك فَسلم عَلَى أهلك تكْثر بركَة بَيْتك وَيكون خيرا عَلَيْك وعَلى أهلك يَا بني وَلَا يكن فِي صدرك غش لأحد مِنَ الْمُسلمين يهون عَلَيْك عِنْد الْمَوْت.

يَا بني إِذا أَنْت حفظت وصيتي لَمْ يكن أحبّ إِلَيْك مِنَ الْمَوْت.

وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد التمار بَصرِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد الْأَثْرَم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن زور قَالَ: دَخَلنَا عَلَى أَنَس بْن مَالك فِي الزاوية فَقُلْنَا لَهُ يَا أَبَا حَمْزَة حَدَّثَنَا مَا سَمِعْتُ من رَسُول الله قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: يَا أَنَس سلم عَلَى منْ لقِيت منْ أمتِي تكْثر حَسَنَاتك.

يَا أَنَسُ صَلِّ صَلاةَ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ.

يَا أَنَس سلم عَلَى أَهْل بَيْتك يكثر خير بَيْتك.

وقَالَ ابْن سَعْد الكنجرودي أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الرَّازيّ أَبُو سَعِيد أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَيُّوب الرَّازيّ حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن زور أَبُو الْحَسَن قَالَ كُنْت عِنْد أَنَس فَسَمعته يَقُولُ: خدمت النَّبِي ثَمَان حجج فَقَالَ: يَا أَنَس أَسْبغ الْوضُوء يزدْ فِي عمرك وَسلم عَلَى منْ لقِيت منْ أمتِي يكثر حَسَنَاتك وَإِذا دخلت عَلَى أهلك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك وَصلي الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَوقر الْكَبِير وَارْحَمْ الصَّغِير ترافقني يَوْم الْقِيَامَة.

أخرجه الْبَيْهَقِيّ قَالَ الْعقيلِيّ قَالَ يَحْيَى بْن مَعِين سَعِيد بْن زور بَصرِي ضَعِيف.

وقَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: أَشَارَ ابْن عَدِيّ عَلَى أَنَّهُ أرجح منْ كثير بن

<<  <  ج: ص:  >  >>