أَيُّوب عَنِ الْحَسَن عَنْ صَخْرِ بْنِ قُدَامَةَ مَرْفُوعا: لَا يُولد بعد الْمِائَة مَوْلُود فِيهِ حَاجَة قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل لَيْسَ بِصَحِيح.
قَالَ المُصَنّف: فَإِن قيل فإسناده صَحِيح فَالْجَوَاب أَن العنعنة تحْتَمل أَن يكون أحدهم سَمعه من ضَعِيف أَو كَذَّاب فأسقط اسْمه وَذكر من رَوَاهُ لَهُ عَنهُ بِلَفْظ عَن وَكَيف يكون صَحِيحا وَكثير من الْأَئِمَّة السَّادة ولدُوا بعد الْمِائَة (قلت) : الحَدِيث أخرجه ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن الْمسَاوِر حَدَّثَنَا خَالِد بْن خِدَاش حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زيد عَن أَيُّوب عَنِ الْحَسَن عَنْ صَخْرِ بْنِ قدامَة قَالَ قَالَ رَسُول: لَا يُولد مَوْلُود بعد الْمِائَتَيْنِ للَّه فِيهِ حَاجَة.
قَالَ أَيُّوب: فَلَقِيت صَخْر بْن قُدَامَة.
فَسَأَلته عَنْهُ فَلم يعرفهُ.
قَالَ ابْن قَانِع: هَذَا مِمَّا ضعف خَالِد بِهِ وَأنكر عَلَيْه انْتهى.
وخَالِد الْمَذْكُور ثِقَة رَوَى لَهُ مُسْلِم والنَّسائيّ والْحَدِيث أَخْرَجَهُ ابْن شاهين فِي الصَّحَابَة مِنْ هَذَا الطَّرِيق بِلَفْظ: لَا يُولد بعد مائَة مَوْلُود للَّه فِيهِ حَاجَة وقَالَ: هَذَا حَدِيث مُنْكَر وَهَذَا الْبَغْدَادِيّ يَعْنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أعين.
لَا اعرفه قَالَ الْحَافِظ ابْن حُجْر فِي الْإِصَابَة هُوَ ثِقَة مَشْهُور ولَمْ ينْفَرد بِهِ لَكِن حكى السَّاجِي عَنْ عَليّ بن المَدِينيّ أَنَّهُ كَانَ يضعف خَالِد بْن خِدَاش فِي رِوَايَته عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد وَعَن يَحْيَى بْن مَعِين أَن خَالِد انْفَرد عَنْ حَمَّاد بِأَحَادِيث وقَالَ ابْن مَنْدَه صَخْر بْن قُدَامَة مُخْتَلف فِي صحبته.
قَالَ الْحَافِظ لَمْ يُصَرح بِسَمَاعِهِ من النَّبِي ولَمْ يُصَرح الْحَسَن بِسَمَاعِهِ مِنْهُ فَهَذِهِ عِلّة أُخْرَى لهَذَا الْخَبَر انْتهى واللَّه أَعْلَم (الْأَزْدِيّ) حَدَّثَنَا أَبُو عرُوبَة الحرَّاني حَدَّثَنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بْن الْعَلَاء حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أبان العِجْليّ أَنْبَأَنَا بَشِير بْن الْمُهَاجِر عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: عِنْدَ رَأْسِ الْمِائَةِ سَنَةٌ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيَّبَةً يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
هَذَا حَدِيث بَاطِل يكذبهُ الْوُجُود وَبشير مُنْكَر الْحَدِيث (قُلْتُ) الْحَدِيث صَحِيح أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَالرُّويَانِيّ فِي مسنديهما وَابْن قَانِع فِي مُعْجَمه وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ أَيْضا المقدسيّ وَأوردهُ فِي المختارة.
قَالَ الْحَاكِم أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن الْحَسَن حَدثنَا أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ حَدثنَا عُبَيْد الله بْن مُوسَى حَدَّثَنَا بَشِير بْن الْمُهَاجِر عَنِ عبد اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِن لله ريحًا يبعثها الله عَلَى رَأس مائَة سنة تقبض روح كُلّ مُؤمن.
قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح الْإِسْنَاد وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَهَذِه الْمِائَة قرب السَّاعَة.
والمؤلف ظن أَنَّهَا الْمِائَة الأولى مِنَ الْهِجْرَة ولَيْسَ كَذَلِك، وَقَدْ ورد ذكر هَذَا الرّيح منْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر وعَائِشَة والنواس بْن سمْعَان وَالثَّلَاثَة عِنْد مُسْلِم فِي صَحِيحه.
وَمن حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم وَعَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ