حَدَّثَنَا سهل بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مِسْعَر بْن كدام عَنْ جَعْفَر عَنِ الْقَاسِم عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: يَأْتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مَا فِيهَا مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا كَأَنَّهَا أَبْوَابُ الْمُوَحِّدِينَ.
مَوْضُوع.
جَعْفَر هُوَ ابْن الزُّبَير مَتْرُوك.
فَوَائِد مُتَفَرِّقَة
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مُقَدّمَة الموضوعات.
أعلم أَن الروَاة الَّذِين وَقع فِي حَدِيثهمْ الْمَوْضُوع وَالْكذب والمقلوب خَمْسَة أَقسَام:
(الأول) : قوم غلب عَلَيْهِم الزّهْد والتقشف فغفلوا عَنِ الْحِفْظ والتمييز وَمِنْهُم منْ ضَاعَت كتبه أَوِ احترقت أَو دَفنهَا ثُمّ حدَّث منْ حفظه فغلط فَهَؤُلَاءِ تَارَة يرفعون الْمُرْسل ويسندون الْمَوْقُوف وَتارَة يقلبون الْإِسْنَاد وَتارَة يدْخلُونَ حَدِيثا فِي حَدِيث.
(الثَّانِي) : قوم لم يعاينوا علم النَّقْل فَكثر خطوهم وفحش عَلَى نَحْو مَا جرى فِي الْقسم الأول.
(الثَّالِث) : قوم ثِقَات لَكِن اخْتلطت عُقُولهمْ فِي أَوَاخِر أعمارهم فخلطوا فِي الرِّوَايَة.
(الرَّابِع) : قوم غلبت عَلَيْهِم الْغَفْلَة ثُمّ انقسم هَؤُلَاءِ فَمنهمْ منْ كَانَ يلقن فيتلقن ويُقَالُ قل فَيَقُول وَقَدْ كَانَ بعض هَؤُلَاءِ ذَا وراقة يضع لَهُ الْحَدِيث فيرويه وَلَا يعلم وَمِنْهُم منْ كَانَ يرْوى الْأَحَادِيث وَإِن لَمْ يكن سَمَاعا ظنا مِنْهُ أَن ذَلِكَ جَائِز وَقَدْ قِيلَ لبَعض ضعفائهم هَذِهِ الصَّحِيفَة سماعك فَقَالَ لَا وَلَكِن الَّذِي رَوَاهَا مَاتَ فرويتها مَكَانَهُ.
(الْخَامِس) : قوم تعمدوا الْكَذِب ثُمّ انقسم هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة أَقسَام:
(الأول) : قوم رووا الْخَطَأ منْ غَيْر أَن يعلمُوا أَنَّهُ خطأ فَلَمَّا عرفُوا الصَّوَاب وأيقنوا بِهِ أصروا عَلَى الْخَطَأ أَنَفَة أَن ينسبوا إِلَى غلط.
(الثَّانِي) : قوم رووا عَنْ كَذَّابين وضعفاء ويعلمون فدلسوا أَسْمَاءَهُم وَالْكذب منْ أْولَئِك الْمَجْرُوحين وَالْخَطَأ الْقَبِيح منْ هَؤُلَاءِ المدلسين وهم فِي مرتبَة الْكَذَّابين لما قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِي أَنه قَالَ منْ رَوَى عني حَدِيثا يرى أَنَّهُ كذب فَهُوَ أحد الْكَذَّابين وَفِي هَذَا الْقسم قوم رووا عَنْ أَقوام مَا رَأَوْهُمْ مثل إِبْرَاهِيم بْن هدبة عَنْ أَنَسٍ وَكَانَ بِوَاسِطَة شيخ يحدث عَنْ أَنَس وَيحدث مرّة عَنْ شريك فَقِيل لَهُ حِين حدَّث عَنْ أَنَس لَعَلَّك سَمِعْتُهُ منْ شريك فَقَالَ أَقُول لَكُمُ الصدْق سَمِعْتُ هَذَا منْ أَنَس بْن مَالك عَنْ شريك وَقَدْ حدَّث عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق الْكرْمَانِي عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْقُوب فَقِيل لَهُ مَاتَ مُحَمَّد قبل أَن تولد بتسع سِنِين، وحدَّث مُحَمَّد بْن حَاتِم الْكشِّي عَنْ عَبْد بْن حُمَيد فَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْحَاكِم هَذَا الشَّيْخ سَمِع منْ عَبْد بْن حُمَيد بعد مَوته بِثَلَاث عشر سنة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute