بَغْدَاد يوْم مَوته فَحسن لَهُ الشَّيْطَان هَذَا الْفِعْل الْقَبِيح وَعَن مُحَمَّد بْن عِيسَى الطباع قَالَ سَمِعْتُ ابْن مَهْدِيّ يَقُولُ لِميسرَة بْن عَبْد ربه منْ أَيْنَ جِئْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث منْ قَرَأَ كَذَا فَلَه كَذَا قَالَ وَضَعتهَا أَرغب النّاس فِيهَا وَسُئِلَ عَبْد الْجَبَّار بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِي دَاوُد النَّخَعِيّ فَقَالَ كَانَ أطول النّاس قيَاما بلَيْل وَأَكْثَرهم صياما بنهار وَكَانَ يضع الْحَدِيث وضعا وَكَانَ أَبُو بشر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْفَقِيه المَرْوَزِيّ منْ أَصْلَب أَهْل زَمَانه فِي السّنة وأذبهم عَنْهَا وأخفهم لمن خالفها وَكَانَ مَعَ هَذَا يضع الْحَدِيث ويقلبه.
وقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازيّ كَانَ مَيْسَرَة بْن عَبْد ربه يضع الْحَدِيث وَقَدْ وضع فِي فَضَائِل قزوين نَحوا منْ أَرْبَعِينَ حَدِيثا كَانَ يَقُولُ إِنِّي أحتسب فِي ذَلِكَ وَعَن أَبِي عمار المَرْوَزِيّ قَالَ قِيلَ لأبي عصمَة بْن أَبِي مَرْيَم المَرْوَزِيّ منْ أَيْنَ لَك عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة وَلَيْسَ عِنْد أَصْحَاب عِكْرِمَة هَذَا قَالَ إِنِّي رَأَيْت النّاس أَعرضُوا عَنِ الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي بن إِسْحَاق فَوضعت هَذَا الْحَدِيث حسبَة وقَالَ ابْن عَدِيّ سَمِعْتُ أَبَا بدر أَحْمَد بْن خَالِد يَقُولُ كَانَ وَهْب بن حَفْص مِنَ الصَّالِحين مكث عشْرين سنة لَا يكلم أحدا قَالَ أَبُو عرُوبَة كَانَ يكذب كذبا فَاحِشا.
وَعَن يَحْيَى بْن سَعِيد الْقطَّان مَا رَأَيْت الْكَذِب فِي أحد أَكثر مِنْهُ فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر والزهد الرَّابِع قوم استجازوا وضع الْأَسَانِيد لكل كَلَام حسن كَمَا حكى عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد أَنَّهُ قَالَ لَا بَأْس إِذا كَانَ كَلَام حسن أَن تضع لَهُ سنادا الْخَامِس قوم كَانَ يعرض لَهُم غَرَض فيضعون الْحَدِيث فَمنهمْ منْ قصد بِذَلِك التَّقَرُّب إِلَى السّلطان بنصرة غَرَض كَانَ.
كغياث بْن إِبْرَاهِيم فَإنَّهُ حِين دخل عَلَى الْمهْدي وَكَانَ الْمهْدي يحب الْحمام فَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ حَدَّثَنَا فُلان عَنْ فُلان أَن النَّبِي قَالَ: لَا سَبْقَ إِلا فِي نصل أَوْ خف أَوْ حافر أَوْ جَنَاحٍ فَأَمَرَ لَهُ الْمَهْدِيُّ ببدرة فَلَمَّا قَامَ أشهد عَلَى فَقَالَ إنَّه قفا كَذَّاب عَلَى رَسُول الله نعم قَالَ الْمهْدي أَنَا حَملته عَلَى ذَلِكَ ثُمّ أَمر بِذبح الْحمام ورفض مَا كَانَ فِيهِ.
وَمِنْهُم منْ كَانَ يضع الْحَدِيث جَوَابا لسائليه كَمَا رَوَى المعيطي عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُل أعْطى الْغَزل لحائك فنسج لَهُ وَفضل مِنْهُ خيوط فَقَالَ صَاحب الثَّوْب هِيَ لي وقَالَ النساج هِيَ لي فالخيوط لمن فَقَالَ إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي ابْن جُرَيْج وَعَطَاء قَالَ: إِن كَانَ صَاحب الثَّوْب أعطَاهُ لأردها نسج فالخيوط لَهُ وَإِلَّا فَهِيَ للحائك.
وَمِنْهُم منْ كَانَ يَضَعهُ فِي ذمّ منْ يُرِيد أَن يذمه كَمَا حكى عَنْ سَعْد بْن طريف أَنَّهُ رَأَى ابْنه يبكي فَقَالَ مَا لَك فَقَالَ ضَرَبَنِي الْمعلم فَقَالَ أما واللَّه لأحدثنهم حَدَّثَنِي عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ معلمو صِبْيَانكُمْ شِرَاركُمْ وَقيل لمأمون بْن أَحْمد أَلا ترى إِلَى الشّافعيّ وَإِلَى منْ تبعه بخراسان فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute