فلما أصبحت قصت ذلك على بعلها جعفر بن كلاب فقال: إن عاد فقولي له: ثلاثة كعشرة فلما كان في الليلة الثالثة عاد فقال لها مثل ذلك ونهرها، فقالت: ثلاثة كعشرة فولدتهم كلهم بلا علامة، ابتكرت بخالد الأصبغ وأثنت بمالك الطيان ثم ربيعة الأحوص، فكان عجزتها، أي: آخر ولدها.
فأما خالد فسمى الأصبغ لشامة كانت في مقدم رأسه، وكان يصبغها، وسمى مالك الطيان، لأنه كان طاوى البطن، وسمى ربيعة الأحوص لصغر عينيه كأنهما مخيطتان، فكان اثنان منهم من أرحاء هوازن خالد الذي يقال له: الصمة أبو دريد الجشمى.
قال أبو عبيدة فصار مديحاً:
أبلغ هوازن أن سودد خالد … لكم كعاد والغلام الأحمر
لم يعطني من تسعة قتلتهم … إلا اللقاء فقلت خذه أو ذر
ثم كان رحاهم بعد الأحوص، وكان أرحاء هوازن خمسة من بني جعفر خالد، ثم عروة الرحال، ثم عتيبة بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر حتى بعث النبي صلى الله عليه وآله وقد وقد كبر فتنازع عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة بن الأحوص حين تنافرا.