للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأولى بالبصرة وإليها ينتسب، وفيها أفاد من شيوخه، وحضر حلقات العلم، ولازم الطلب فى جامعها، وحضر أسواقها والتقى بالأعراب الوافدين إليها، ورحل إلى بغداد كما يرحل غيره من العلماء؛ لأنها قاعدة الدّولة ومقرّ الخلافة، ومحطّ قوافل العرب القادمين من الشام ومصر والحجاز، وهى مثوى العلماء القادمين من خراسان وعامة بلاد فارس وما وراء النهر، وهى دار الخلفاء والأمراء والوزراء وكبار القضاة، ومأوى أفئدة طلبة العلم والكتاب من ذوى المناصب. ارتحل إليها للحظوة عند الخلفاء، وكانت رحلته المشهورة إلى بغداد سنة ١٨٨ هـ.

ولعل لوجود منافسه الأصمعىّ ببغداد وتمتّعه بالمكانة عندهم، وهو أكثر لباقة ومرونة ومخالطة للأمراء والخلفاء من أبى عبيدة جعل المكان لا يطيب له ولا يجد فيه ما كان يصبو إليه، فعاد إلى البصرة، وله إلى بغداد رحلات أخرى (١).

وذكر الحافظ ابن عساكر (٢) أنه دخل دمشق وسمع بها.

[شيوخه]

تلقى أبو عبيدة العلم من عدد من علماء عصره، واجتمع بكثير من الفضلاء، وروى عن مجموعة من الأعراب الوافدين إلى البصرة،


(١) تاريخ بغداد: ١٣/ ٢٥٣.
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر: ١٧/ ٢٢ ب نقلا عن كتاب (أبو عبيدة) للدكتور نهاد الموسى: ٧٦، وأبو عبيدة للدكتور محمد الفاضل (رسالة علمية).

<<  <  ج: ص:  >  >>