هؤلاء هم الذين وقفنا عليهم من تلاميذ أبى عبيدة، والذين كان لهم تميز وذكر، ولعلّ المتابع للأسانيد والروايات المختلفة يظفر بأسماء أخرى.
[وفاته]
اختلف فى زمن وفاته - وهذا أمر غريب - لأنّ الاختلاف أكثر ما يقع فى سنة الميلاد، وخاصة مواليد العلماء الذين لم ينشؤوا فى بيت علم، أمّا سنة الوفاة فإن الخلاف فيها أمر مستغرب وخاصة لعالم مشهور معمر لأبى عبيدة، إلا أنّ أغلب العلماء يرجح أنها سنة ٢٠٩ هـ (١). والله تعالى أعلم.
[مؤلفاته]
مؤلفات أبى عبيدة كثيرة، يدور أغلبها حول أيّام العرب وأخبارها وأشعارها، وتصرفها فى كلامها، وما جرى بينهم من حروب، ووصف مجالسهم ومنتدياتهم، وذكر ما يدور فيها من حوار وأخبار وأشعار، وذكر لغاتهم وجمع النّادر منها. فكما أنّ من الرّواد الأوائل من الصحابة والتابعين من كان له فضل الجهاد والفتوح فإنّ الأجيال اللّاحقة لهم كان لهم مزيد فضل للاهتمام بالعلم فكان منهم من اهتمّ بكتاب الله تعالى تفسيرا وبيانا، فجمعوا قراءات القراء، ورويات الصّحابه والتابعين فى ذلك، وفسّروا ألفاظه، وأعربوا مشكلة وكان منهم من أهتم بحديث رسول الله ﵌، فجمعوا الأحاديث ووازنوا بين الرّوايات المختلفة، وشرحوا غريبه،