فيها ويبعث معها خفيراً، فبعث قرة بن هبيرة القشيري خفيراً على من ليس في دينه في السنة التي عرب فيها النعمان من كسرى فاحتوى عليها حين هرب، فقالت بنو عقيل بن كعب إنها للملك، وقد احتويت عليه ونحن نخاف عاقبة الملوك بجنايتكم فأعطونا بعضه. فقالت بنو قشير بن كعب: ما أنتم وذاك؟ فاقتتلوا ووقعت بينهم دماء، ثم إنهم تراضوا بأحد بني أم البني؛ عامر وطفيل ابني مالك فأتوهما وهما غازيان فوجدوا معاوية ابن مالك حاضراً فقال: ما طلبتكم فإما أن أفصل، وإما أن أحمل فتحاكموا إليه فحكم بينهم ثم حمل عنهم فقال معاوية:
رأيت الصدع من كعب وكانت … من الشنآن قد دعيت كعابا
سبقت بها قدامة أو سميرا … ولو دعيا إلى مثل أجابا
سأحملها وتعقلها غني … وأورث مجدها أبداً كلابا
أعوذ مثلها الحكماء بعدي … إذا ما الحق في الأشياع نابا