وكنا حسبنا كل سوداء تمرة … ليالي لاقينا جذاماً وحميرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه … ببعض أبت عيدانه أن تكسرا
ليالي لقينا من ربيعة عصبة … يقودون شعثاً في الأعنة ضمرا
سقيناهم كأساً سقونا بمثلها … ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
قال أبو عبيدة: وأنشدني أبو عمرو بن العلاء لأبي المهوش:
منعت ربيعة بالأسنة منكم … تمر العراق وما يلذ الحنجر
أبو عبيدة قال: حدثني سلام بن أبي خيرة، عن سعيد، عن قتادة: أن يزيد بن عبد الملك لما قدم العراق، قال: أخبرني عن أهل العراق فقد رأيتهم، فقلت: أخبرك عنهم بما علمت، كان اليماني يأتيني في الجاهلية، فأرده فأعرف الحياء في قفاه فلا يعود، وكان التميمي يجيئني في الحاجة فأرده فيعود إلى كأنني لم أرده،
وكان الربعي يجيئني في الحاجة فأرده فأعرف الوعيد في قفاه.