ابن كلاب أجملوا فيه ودلوا عليه فانبهوا إلى ربيئته وهو نائم فجاوزه إليه فأخذوه سلماً، فقالوا: والله لنقطعنك أعضاء كما فعلت بصلاءة، ولقى أبو قحافة أعشى باهلة معتمراً من عمرة الحج فسأله: هل من جائبة خبر؟ قال: نعم أخذت بنو الحارث المنتشر فقطعوه، فقال أعشى باهلة يرثيه:
إني أتتنى لسان لا أسر بها … من علو لا عجب منها ولا سخر
تأتى على الناس لا تلوى على أحد … حتى التقينا وكانت دوننا مضر
إما سلكت سبيلاً كنت سالكها … فاذهب فلا يبعدنك الله منتشر
لا يأمن الناس ممساه ومصبحه … من كل أوب فإن لم يغز ينتظر
لا يغمز الساق من أين ولا وصب … ولا يعض على شرسوفه الصفر
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها … من الشواء ويروى شربه الغمر