للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْبَاب الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ فِي بَيَان تعرض الْجِنّ لِنسَاء الْإِنْس

قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْقرشِي حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُعَاوِيَة الْقرشِي حَدثنَا ابو عَامر الضَّرِير حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن دَاوُد بن هِنْد عَن سماك ابْن حَرْب عَن جرير بن عبد الله قَالَ إِنِّي لأسير بتستر فِي طَرِيق من طرقها وَقت الَّذِي فتحت إِذْ قلت لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه قَالَ فسمعني هربذ من أُولَئِكَ الهرابذة فَقَالَ مَا سَمِعت هَذَا الْكَلَام من أحد مُنْذُ سمعته من السَّمَاء قَالَ قلت فَكيف ذَلِك قَالَ إِنِّي كنت رجلا أفد على الْمُلُوك أفد على كسْرَى وَقَيْصَر فوفدت عَاما على كسْرَى فخلفني فِي أَهلِي شَيْطَان يكون على صُورَتي فَلَمَّا قدمت لم يهش أَهلِي كَمَا يهش أهل الْغَائِب إِلَى غائبهم فَقلت مَا شَأْنكُمْ فَقَالُوا إِنَّك لم تغب قَالَ قلت وَكَيف ذَلِك قَالَ فَظهر لي فَقَالَ اختر أَن يكون لَك مِنْهَا يَوْم ولي يَوْم قَالَ فَأَتَانِي يَوْمًا فَقَالَ إِنَّه مِمَّن يسترق السّمع وَإِن استراق السّمع بَيْننَا نوب وَأَن نوبتي اللَّيْلَة فَهَل لَك أَن تجئ مَعنا قلت نعم فَلَمَّا أَمْسَى أَتَانِي فَحَمَلَنِي على ظَهره فَإِذا لَهُ معرفَة كمعرفة الْخِنْزِير فَقَالَ لي استمسك فَإنَّك ترى أمورا وأهوالا فَلَا تُفَارِقنِي فتهلك قَالَ ثمَّ عرجوا حَتَّى لَحِقُوا بالسماء قَالَ فَسمِعت قَائِلا يَقُول لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا شَاءَ لم يكن قَالَ فلحق بهم فوقعوا من وَرَاء الْعمرَان فِي غِيَاض وَشَجر قَالَ فَحفِظت الْكَلِمَات فَلَمَّا أَصبَحت أتيت أَهلِي وَكَانَ إِذا جَاءَ قلتهن فنضطرب حَتَّى يخرج من كوَّة الْبَيْت فَلم أزل أقولهن حَتَّى

<<  <   >  >>