الْبَاب الْحَادِي عشر
فِي أَن الْجِنّ يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ
قَالَ القَاضِي أَبُو يعلى وَالْجِنّ يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ ويتناكحون كَمَا نَفْعل قلت للنَّاس فِي أكل الْجِنّ وشربهم ثَلَاثَة أَقْوَال وتتفرع إِلَى أَرْبَعَة
أَحدهَا أَن جَمِيع الْجِنّ لَا يَأْكُلُون وَلَا يشربون وَهَذَا قَول سَاقِط الثَّانِي أَن صنفا مِنْهُم يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ وَصِنْفًا لَا يَأْكُلُون وَلَا يشربون وَيشْهد لهَذَا القَوْل الْأَثر الْآتِي عَن وهب عَن كثب
الثَّالِث إِن جَمِيع الْجِنّ يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ وَاخْتلف أَصْحَاب هَذَا القَوْل فِي أكلهم وشربهم فَقَالَ بَعضهم أكلهم وشربهم تشمم واسترواح لَا مضغ وبلع هَذَا قَول لَا ينْهض لَهُ دَلِيل وَقَالَ الْآخرُونَ أكلهم وشربهم مضغ وبلع وَهَذَا القَوْل هُوَ الَّذِي تشهد لَهُ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة والعمومات الصَّرِيحَة وَيدل على مضغهم وبلعهم حَدِيث أُميَّة بن مخشى من رِوَايَة أبي دَاوُد وَفِيه مَا زَالَ الشَّيْطَان يَأْكُل مَعَه فَلَمَّا ذكر الله تَعَالَى استقاء مَا فِي بَطْنه وَسَيَأْتِي الحَدِيث بِكَمَالِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الْبَاب الْآتِي بعده وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر حَدثنَا عبد الْوَارِث بن سُفْيَان حَدثنَا قَاسم بن الاصبغ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي حَدثنَا الْمُنِيب بن وَاضح السّلمِيّ حَدثنَا الحكم بن مُحَمَّد الطغري عَن عبد الصَّمد بن معقل قَالَ سَمِعت وهب بن مُنَبّه يَقُول وَسُئِلَ عَن الْجِنّ مَا هم وَهل يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ ويتناكحون فَقَالَ هم أَجنَاس فَأَما خَالص الْجِنّ فهم ريح لَا يَأْكُلُون وَلَا يشربون وَلَا يتوالدون وَمِنْهُم أَجنَاس يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ ويتوالدون ويتناكحون مِنْهُم السعالي والغول والقطرب واشباه ذَلِك وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَن الْجِنّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute