للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَتَّى إِذا أَخذهَا فَإِذا رجل من الْجِنّ يَقُول ... يَا صَاحب الكنانة الْمَكْسُورَة ... خل سَبِيل الظبية المصرورة

فَإِنَّهَا لضبية مضرورة ... غَابَ أبوهم غيبَة مَذْكُورَة

فِي كورة لَا بوركت من كورة

حَدثنِي أبي عَن هِشَام عَن مُحَمَّد أَن مَالك بن نصر الدالاني من هَمدَان قَالَ سَمِعت شَيخا لنا يذكر قَالَ خرج مَالك بن حَرِيم الدلاني فِي نفر من قومه فِي الْجَاهِلِيَّة يُرِيدُونَ عكاظ فاصطادوا ظَبْيًا وأصابهم عَطش شَدِيد فَانْتَهوا إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ أجيرة فقصدوا ظَبْيًا وَجعلُوا يشربون من دَمه من الْعَطش فَلَمَّا ذهب دَمه ذبحوه وَخَرجُوا فِي طلب الْحَطب وَكَمن مَالك فِي خبائه فأثار بَعضهم شجاعا فَأقبل منسابا حَتَّى دخل رجل مَالك فلاذ بِهِ وَأَقْبل الرجل فِي أَثَره فَقَالَ يَا مَالك اسْتَيْقَظَ فَإِن الشجاع عنْدك فَاسْتَيْقَظَ مَالك فَنظر إِلَيْهِ وَهُوَ يلوذ فَقَالَ مَالك للرجل عزمت عَلَيْك إِلَّا تركته فَكف عَنهُ وانساب الشجاع إِلَى مأمنه وَأَنْشَأَ مَالك يَقُول ... وأوصاني الْحَرِيم بعز جاري ... وأمنعه وَلَيْسَ بِهِ امْتنَاع

وأدفع ضيمة وأذب عَنهُ ... وأمنعه إِذا منع الْمَتَاع

فذلكم أبي عَنهُ ينحو ... لسيء مَا استجار بِهِ الشجاع

وَلَا تتحملوا دم مستجير ... تضمنه أجيرة فالتلاع

فَإِن لما ترَوْنَ على أمرا ... لَهُ من دون أعينكُم قناع ...

فارتحلوا وَاشْتَدَّ بهم الْعَطش فَإِذا هَاتِف يَهْتِف بهم ... أَيهَا الْقَوْم لَا مَاء أمامكم ... حَتَّى تسوموا المطايا يَوْمهَا التعبا

ثمَّ اعدلوا شامة فالماء عَن كثب ... عين رواء وَمَاء يذهب اللغبا

حَتَّى إِذا مَا أصبْتُم مِنْهُ ريكم ... فاسقوا المطايا مِنْهُ فاملئوا القربا ...

فنزلوا شامة فَإِذا هم فِي عين خرارة فِي أصل جبل فَشَرِبُوا وَسقوا هم إبلهم وحملوا ريهم حَتَّى أَتَوا عكاظ ثمَّ أقبئوا حَتَّى انْتَهوا إِلَى ذَلِك الْموضع فَلم يرَوا شَيْئا وَإِذا هَاتِف يَقُول ... يَا مَال عني جَزَاك الله صَالِحَة ... هَذَا وداع لكم مني وتنسيم ...

<<  <   >  >>