وَفِي صَحِيح مُسلم أَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن ابْن جدعَان كَانَ يطعم الطَّعَام ويقري الضَّيْف فَهَل يَنْفَعهُ ذَلِك يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لَا لِأَنَّهُ لم يقل يَوْمًا رب اغْفِر لي خطيئتي يَوْم الدّين وروى ابْن اسحاق ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لقد شهِدت فِي دَار عبد الله بن جدعَان حلفا مَا أحب أَن لي بِهِ حمر النعم وَلَو دعيت إِلَيْهِ فِي الْإِسْلَام لَأَجَبْت المُرَاد بِهِ حلف الفضول وَكَانَ فِي ذِي الْقعدَة قيل المبعث بِعشْرين سنة وَالله أعلم
الْبَاب الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ فِي بَيَان نوح الْجِنّ على أبي عُبَيْدَة وَأَصْحَابه
قَالَ أَبُو بكر بن مُحَمَّد حَدثنِي الْعَبَّاس بن هِشَام بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن مُحَمَّد بن سعيد بن رَاشد مولى النخع عَن رجل من اهل الطَّائِف قَالَ لما أَبْطَأَ عَليّ عمر بن الْخطاب خبر أبي عُبَيْدَة بن مَسْعُود وَأَصْحَابه وَكَانُوا بقبس الناطف اشْتَدَّ همه وَجعل يسْأَل عَن خبرهم فَقدم رجل من أهل الطَّائِف فَحدث فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنهم كَانُوا بواد من أَوديَة الطَّائِف يُقَال لَهُ سهر أسمار فَسَمِعُوا نائحة يحسبون أَنَّهَا بِالْقربِ مِنْهُم فَسَمِعُوا نسَاء يَنحن وَيَقُلْنَ ... مت على الْخيرَات ميتَة خَالِد ... إِذا مَا صبرت يَوْم اللِّقَاء
قدس الله معركا شهدوه ... والملا الْأَبْرَار خير ملاء ...