للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْبَاب الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ فِي رثاء الْجِنّ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ

قَالَ الْقرشِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عباد بن مُوسَى حَدثنِي مُحَمَّد ابْن ثَابت الْبنانِيّ عَن ابيه قَالَ قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا إِذا سركم أَن يحسن الْمجْلس فَأَكْثرُوا وَذكر عمر بن الْخطاب ثمَّ قَالَت وَالله إِنَّا لوقوف بالمحصب إِذْ أقبل رَاكب حَتَّى إِذا كَانَ قدر مَا يسمع صَوته قَالَ ... أبعد قَتِيل بِالْمَدِينَةِ اشرقت ... لَهُ الأَرْض واهتز الفضاء بأسوق

جزى الله خيرا من إِمَام وباركت ... يَد الله فِي ذَاك الْأَدِيم الممزق

قضيت أمورا ثمَّ غادرت بعْدهَا ... بوائح فِي أكمامها لم تفتق ... وَكنت نشرت الْعدْل بِالْبرِّ والتقى ... وحلم صَلِيب الدّين غير مروق

فَمن يسع أَو يركب جناحي نعَامَة ... ليدرك مَا قدمت بالْأَمْس يسْبق

أَمِين النَّبِي حبه وَصفيه ... كَسَاه المليك جُبَّة لم تمزق

ترى الْفُقَرَاء حوله فِي مفازة ... شباعا رواء ليلهم لم يروق ...

قَالَت ثمَّ انصرفنا فَلم نر شَيْئا قَالَ النَّاس هَذَا مزرد ثمَّ أَقبلنَا حَتَّى انتهينا على الْمَدِينَة فَوَثَبَ إِلَيْهِ أَبُو لؤلؤة الْخَبيث فَقتله فوَاللَّه إِنَّه لمسجى بَيْننَا إِذْ سمعنَا صَوتا فِي جَانب الْبَيْت لَا نَدْرِي من أَيْن يَجِيء ... ليبك على الْإِسْلَام من كَانَ باكيا ... فقد أوشكوا هلكي وَمَا قرب الْعَهْد

وأدبرت الدُّنْيَا وَأدبر خَيرهَا ... وَقد ملها من كَانَ يُوقن بالوعد ...

فَلَمَّا ولي عُثْمَان لَقِي مزردا فَقَالَ انت صَاحب الأبيات قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا قلتهن قَالَ فيرون أَن بعض الْجِنّ رثاه وَقَالَ أَبُو بكر بن مُحَمَّد حَدثنَا يجيى السَّاجِي حَدثنَا عَبدة بن عبد الله حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر حَدثنَا مسعر عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن الصَّقْر بن عبد الله عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت بَكت الْجِنّ على عمر بن الْخطاب قبل أَن يقتل بِثَلَاث فَقَالَت ... جزى الله خيرا من أَمِير وباركت ... يَد الله فِي ذَاك الْأَدِيم الممزق ...

<<  <   >  >>