اسْم ريح من الرِّيَاح الْأَرْبَع والأزيب الْفَزع أَيْضا والأزيب الرجل المتقارب الْمَشْي وَهُوَ على وزن أفعل قَالَه صَاحب الْعين وَيحْتَمل أَن يكون ابْن أزيب من هَذَا أَيْضا وَأما الْبَخِيل فأزيب على وزن فعيل لِأَن يَعْقُوب حكى فِي الْأَلْفَاظ أمرأ أزيبة وَلَو كَانَ على وزن أفعل فِي الْمُذكر لَكَانَ فِي الْمُؤَنَّث على وزن زيباء إِلَّا أَن فعيلا فِي أبنية الْأَسْمَاء عَزِيز وَقد قَالُوا فِي ضهياء وَهِي الَّتِي لَا تحيض من النِّسَاء فعلى وَجعلُوا الْهمزَة زَائِدَة
قَالَ السُّهيْلي وَهِي عِنْدِي فعيل لِأَن الْهمزَة فِي قِرَاءَة عَاصِم لَام الْفِعْل فِي قَوْله عز وَجل {?}{يضاهئون} والضهيا من هَذَا لِأَنَّهَا تضاهي الرجل أَي تشبهه وَيُقَال فِيهِ ضهياء بِالْمدِّ فَلَا إِشْكَال أَنَّهَا للتأنيث على لُغَة من قَالَ ضاهيت بِالْيَاءِ وَقد يجوز أَن تكون أزيب وأزيبة مثل أرمل وأرملة فَلَا يكون فعيلا وَقَوله وَكَانَ عَلَيْهِ نَعْلَانِ جديدان النَّعْل مُؤَنّثَة وَلَا يُقَال جَدِيدَة فِي الفصيح من الْكَلَام وَإِنَّمَا يُقَال ملحفة جَدِيد لِأَنَّهَا فِي معنى مجدودة أَي مَقْطُوعَة فَهِيَ من بَاب كف خضيب وَامْرَأَة قَتِيل قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَمن قَالَ جَدِيدَة فَإِنَّمَا أَرَادَ معنى حَدِيثَة أَي بِمَعْنى حَادِثَة وكل فعيل بِمَعْنى فَاعل تدخله التَّاء فِي الْمُؤَنَّث وَالله أعلم
الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة فِي بَيَان حُضُور الشَّيْطَان وقْعَة بدر
قَالَ الله تَعَالَى {وَإِذ زين لَهُم الشَّيْطَان أَعْمَالهم وَقَالَ لَا غَالب لكم الْيَوْم من النَّاس وَإِنِّي جَار لكم فَلَمَّا تراءت الفئتان نكص على عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيء مِنْكُم إِنِّي أرى مَا لَا ترَوْنَ إِنِّي أَخَاف الله وَالله شَدِيد الْعقَاب} قَالَ ابْن اسحاق حَدثنِي مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَعبد الله ابْن أبي بكر وَيزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة بن الزبير وَغَيرهم من عُلَمَائِنَا عَن ابْن عَبَّاس كل قد حَدثنِي بعض الحَدِيث فَاجْتمع حَدِيثهمْ فِيمَا سقت من حَدِيث بدر قَالَ لما سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأبي سُفْيَان مُقبلا من الشَّام ندب الْمُسلمين اليهم وَقَالَ هَذِه عير قُرَيْش فِيهَا أَمْوَالهم فاخرجوا