الصَّمد
هُوَ الَّذِي يصمد إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِج ويقصد إِلَيْهِ فِي الرغائب إِذْ يَنْتَهِي إِلَيْهِ مُنْتَهى السؤدد وَمن جعله الله تَعَالَى مقصد عباده فِي مهمات دينهم ودنياهم وأجرى على يَده وَلسَانه حوائج خلقه فقد أنعم عَلَيْهِ بحظ من معنى هَذَا الْوَصْف لَكِن الصَّمد الْمُطلق هُوَ الَّذِي يقْصد إِلَيْهِ فِي جَمِيع الْحَوَائِج وَهُوَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
الْقَادِر المقتدر
مَعْنَاهُمَا ذُو الْقُدْرَة لَكِن المقتدر أَكثر مُبَالغَة وَالْقُدْرَة عبارَة عَن الْمَعْنى الَّذِي بِهِ يُوجد الشَّيْء متقدرا بِتَقْدِير الْإِرَادَة وَالْعلم وَاقعا على وفقهما والقادر هُوَ الَّذِي إِن شَاءَ فعل وَإِن شَاءَ لم يفعل وَلَيْسَ من شَرطه أَن يَشَاء لَا محَالة فَإِن الله قَادر على إِقَامَة الْقِيَامَة الْآن لِأَنَّهُ لَو شَاءَ أَقَامَهَا فَإِن كَانَ لَا يقيمها لِأَنَّهُ لم يشأها وَلَا يشاؤها لما جرى فِي سَابق علمه من تَقْدِير أجلهَا ووقتها فَلذَلِك لَا يقْدَح فِي الْقُدْرَة والقادر الْمُطلق هُوَ الَّذِي يخترع كل مَوْجُود اختراعا يتفرد بِهِ ويستغني فِيهِ عَن معاونة غَيره وَهُوَ الله تَعَالَى
وَأما العَبْد فَلهُ قدرَة على الْجُمْلَة وَلكنهَا نَاقِصَة إِذْ لَا يتَنَاوَل إِلَّا بعض الممكنات وَلَا يصلح للاختراع بل الله تَعَالَى هُوَ المخترع لمقدورات العَبْد بِوَاسِطَة قدرته مهما هيأ لَهُ جَمِيع أَسبَاب الْوُجُود لمقدوره وَتَحْت هَذَا غور لَا يحْتَمل مثل هَذَا الْكتاب كشفه
الْمُقدم والمؤخر
هُوَ الَّذِي يقرب وَيبعد وَمن قربه فقد قدمه وَمن أبعده فقد أَخّرهُ وَقد قدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم وَأخر أعداءه بإبعادهم وَضرب الْحجاب بَينه وَبينهمْ وَالْملك إِذا قرب شَخْصَيْنِ مثلا وَلَكِن جعل أَحدهمَا أقرب إِلَى نَفسه يُقَال قدمه أَي جعله قُدَّام غَيره
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute