وَقَالَ سَائِر الْمُتَكَلِّمين ان الْجُزْء الذى قَامَت بِهِ الْحَرَكَة هُوَ المتحرك بهَا دون غَيره من اجزاء الْجُمْلَة كَمَا ان الْجُزْء الذى يقوم بِهِ السوَاد هُوَ الاسود بِهِ دون غَيره من اجزاء الْجُمْلَة وان تحركت الْجُمْلَة كَانَ فى كل جُزْء مِنْهَا حَرَكَة كَمَا لَو اسودت الْجُمْلَة كَانَ فى كل جُزْء مِنْهَا سَواد
الفضيحة الْعَاشِرَة من فضائحه قَوْله بَان الْجُزْء الذى لَا يتَجَزَّأ لَا يَصح قيام اللَّوْن بِهِ اذا كَانَ مُنْفَردا وَلَا تصح رُؤْيَته اذا لم يكن فِيهِ لون وَهَذَا يُوجب عَلَيْهِ ان الله تَعَالَى لَو خلق جُزْءا مُنْفَردا لم يكن رائيا لَهُ وَالْحَمْد لله الذى انقذ اهل السّنة من الْبدع الَّتِى حليناها فى هَذَا الْبَاب من أَبى الْهُذيْل
ذكر النظامية مِنْهُم هَؤُلَاءِ اتِّبَاع أَبى اسحق ابراهيم بن سيار الْمَعْرُوف بالنظام والمعتزلة يموهون على الاغمار بديته يوهمون انه كَانَ نظاما للْكَلَام المنثور وَالشعر الْمَوْزُون وانما كَانَ ينظم الخرز فِي سوق الْبَصْرَة ولاجل ذَلِك قيل لَهُ النظام وَكَانَ فى زمَان شبابه قد عَاشر قوما من الثنوية وقوما من السمتية الْقَائِلين بتكافؤ الادلة وخالط بعد كبره قوما من ملحدة الفلاسفة ثمَّ خالط هِشَام بن الحكم الرافضى فاخذ عَن هِشَام وَعَن ملحدة الفلاسفة قَوْله بابطال الْجُزْء الذى لَا يتَجَزَّأ ثمَّ بنى عَلَيْهِ قَوْله بالطفرة الَّتِى لم يسْبق اليها وهم اُحْدُ قبله واخذ من الثنوية قَوْله بَان فَاعل الْعدْل لَا يقدر على