للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانسان بِزَعْمِهِ مستطيع بِنَفسِهِ حى بِنَفسِهِ وانما يعجز لآفة تدخل عَلَيْهِ وَالْعجز عِنْده جسم وَلَا يَخْلُو من ان يَقُول فى الْعَاجِز وَالْمَيِّت انهما نفس الانسان الذى يكون حَيا قَادِرًا اَوْ يَقُول ان الْمَيِّت الْعَاجِز جسده فان قَالَ ان الانسان هُوَ الذى يعجز وَيَمُوت أبطل قَوْله بِأَن الانسان حى بِنَفسِهِ ومستطيع بِنَفسِهِ لوُجُود نَفسه فى حَال مَوته وعجزه ميته اَوْ عاجزه وان زعم ان الرّوح هى قوى بِنَفسِهِ وان الْجَسَد هُوَ الذى يَمُوت ويعجز غير الذى كَانَ حَيا قَادِرًا وَيجب على هَذَا القَوْل ان لَا يكون الله تَعَالَى قَادِرًا على احياء ميت وَلَا على اماتة حى وَلَا على اقدار عَاجز وَلَا على تعجيز قَادر لَان الحى عِنْده لَا يَمُوت والقوى لَا يعجز وَقد وصف الله تَعَالَى نَفسه بانه يحيى الْمَوْتَى وان زعم ان الرّوح حى قوى بِنَفسِهِ وانما تَمُوت وتعجز لِأَنَّهُ تدخل عَلَيْهِ لم ينْفَصل مِمَّن يزْعم انها ميتَة عاجزة بِنَفسِهَا وانما تحيى وتقوى بحياة وقدرة تدخلان عَلَيْهِمَا

الفضيحة الرَّابِعَة من فضائحه قَوْله ان الرّوح جنس وَاحِد وافعاله جنس وَاحِد وان الاجسام ضَرْبَان حى وميت وان الحى مِنْهَا يَسْتَحِيل ان يصير مَيتا وَالْمَيِّت يَسْتَحِيل ان يصير حَيا وانما اخذ هَذَا القَوْل من الثنوية والبرهانية الَّذين زَعَمُوا ان النُّور حَيّ

<<  <   >  >>